responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر السياسي عند الشيعة و السنة نویسنده : مسجدجامعى، محمد؛ مترجم عباس الأسدي    جلد : 1  صفحه : 104

وللإمام علي (ع) قول مأثور يلخّص في دقة وحكمة أسباب هذا الاضطراب المائج الذي أصاب المجتمع، ويشير إشارة بليغة إلى مهابِّ الفتن التي دارت بها رؤوس الناس آنذاك، فقد قال لسائل سأله بخبث: ما بال الناس قد اختلفوا عليك ولم يختلفوا على أبي بكر وعمر؟ قال: «لأن أبا بكر وعمر كانا واليين على مِثلي ... وأنا والٍ على مثلك»[1].

الاضطراب النفسي:

أجل، هذه هي الحقيقة، فقد تغيّرت الأوضاع تماماً، وكانت المشاكل التي واجهها علي (ع) ناجمة عن هذا التغير؛ ذلك أن انفتاح آفاق جديدة بوجه مجتمع محدود مغلق فقير، وتبدّل حكم محلّي بإمبراطورية واسعة ضمّت إليها إمبراطورية فارس وجزءاً واسعاً من إمبراطورية الروم جلب معه مشاكل جديدة ومعقّدة، وأثّر في أخلاق وأفكار ونفوس وآمال المسلمين الأوائل الذين انعدمت لديهم الرغبة في الانصياع إلى ضوابط الدين ومبادئه، أو ربما لم يقدروا على ذلك بلحاظ الخصائص التي اكتسبوها. إنهم كانوا يريدون ديناً يفسروه حسب ما يشتهون، ديناً يحقق لهم أهدافهم وأمانيهم، وليس العكس؛ لذلك بات من الصعب عليهم تحمّل شخصية كشخصية علي بن أبي طالب (ع)، والمثال التاريخي التالي يوضّح هذه الحقيقة:

في صفين لم يدّخر الإمام وأصحابه البارزين جهداً إلا وبذلوه للحيلولة دون وقوع الحرب، ومن جملة هؤلاء الصحابة: عمار، فقد حاول نصح المغيرة بن شعبة بأن الحق مع علي (ع)، إلا أنه كان يتجاهل ويرفض الإذعان لهذه الحقيقة. [وكان المغيرة يعرف حق المعرفة الإمام وسابقته في الإسلام حتى «أشار عليه لأول ولايته باستبقاء الزبير ومعاوية وطلحة على أعمالهم حتى يجتمع الناس على بيعته وتتفق الكلمة، وله بعد ذلك ما شاء من أمره ... فأبى فراراً من الغشّ الذي ينافيه‌


[1] - الخلافة والإمامة لعبد الكريم الخطيب: 121.

نام کتاب : الفكر السياسي عند الشيعة و السنة نویسنده : مسجدجامعى، محمد؛ مترجم عباس الأسدي    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست