responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفكر السياسي عند الشيعة و السنة نویسنده : مسجدجامعى، محمد؛ مترجم عباس الأسدي    جلد : 1  صفحه : 101

آنذاك بالشكل الذي تم تصويره فيما بعد، كان لزاماً على الامّة أن لا تقف على الأقل بوجهه بهذه الصورة، لاسيما وأن عثمان يعتبر أحد الخلفاء الراشدين، أي أحد اولئك الذين اضفيت عليهم فيما بعد هالة من القداسة المعنوية والدينية.

إن قضية عثمان لهي أفضل شاهد على أن مسلمي العهود الاخرى هم الذين أحاطوا الخلافة والخليفة وخاصة الخلفاء الراشدين بهالة من الشأن والمنزلة على غير الصورة الحقيقية، واعتبروها من صميم معتقدات مسلمي الصدر الأول بل كل العقيدة الإسلامية، وصوروها بشكل لا يمكن أن يتغلغل إليها الشك والتردد[1].

علي (ع) وقبوله للخلافة:

في مثل هذا الظرف العسير لاذت الجماهير الساخطة على عثمان بعليّ بن أبي طالب (ع)، وانتخب للخلافة رغم استنكافه منها. وهذه في الحقيقة هي المرة الاولى التي يبايع فيها الناس وباندفاع ذاتي شخصاً معيناً للخلافة، فقد تقلّد كل من عمر وعثمان الخلافة بوصية من الخليفة السابق، وأما حالة أبي بكر فهي الاخرى لا تماثل حالة عليٍّ (ع)، فقد بايعه في البدء عدد قليل، وساعدت الأحداث المتلاحقة الناجمة عن التنافس الخفي والمكشوف بين المهاجرين والأنصار والأوس والخزرج وكذلك التهديدات الخارجية على تثبيت مكانته، ولربما كان هذا هو السبب الذي يدعو عمر إلى القول وفي مناسبات مختلفة: «إنّ بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه»[2].

تسلّم علي (ع) السلطة في أسوأ الظروف، واضطر لمواجهة مشاكل لم يكن له أدنى دور في إيجادها، وقد هجمت الامّة على مبايعته لحلّها؛ لأنها كانت‌


[1] - الإسلام واصول الحكم: 181.

[2] - هذه جملة معروفة رويت عن عمر في مناسبات مختلفة. انظر: تجريد الاعتقاد: 245، وشرح ابن أبي الحديد: 2/ 26.

نام کتاب : الفكر السياسي عند الشيعة و السنة نویسنده : مسجدجامعى، محمد؛ مترجم عباس الأسدي    جلد : 1  صفحه : 101
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست