إن
للمفاهيم الاسلامية مساحات واضحة في الفكر الاسلامي، فلكلّ مفهوم أبعاده الخاصة
التي تعطيه طابعه وموقعه الذي يتحرك به على مستوى الانسان والمجتمع، وان الصورة
الأخيرة للمفاهيم تتم بمعزلٍ عن طبيعة التطبيقات التي قد تخضع إلى التشويه
والتحريف.
إن
بعض المفاهيم الاسلامية، راحت تتأرجح بين حساسيّة هذا الطرف وتبنّي ذاك الطرف
الآخر، فتحول الموضوع إلى غموض، والتمايز إلى تداخل غير مطلوب.
ومفهوم
«البدعة» هو أحد اكثر المفاهيم حركةً في ساحة تطور الأفكار وتطبيقاتها، فقد وقع
هذا المفهوم- وللأسف- ضحيةً لألوان شتى من الإبهام والتمويه، واستغل بطريقة غير
مشروعة لتحقيق مآرب خفية ومطامح مستورة، حتى أصبح في أيدي البعض تهمةً سهلةً
يُتّهمُ بها كل صوت يدعو إلى التطور، وكل حركةٍ تتجّه باتجاه المستقبل.
إن
تحديد مفهوم «البدعة» تشريعاً وتأريخاً كفيل بجعل هذا المفهوم يأخذ جماله التطبيقي
الواضح، باعتبار ان الاسلام- فكرةً ونظاماً- دعا إلى مواجهة البدع والمحدثات في
الدين مواجهةً شاملةً وعلى كل الأصعدة، وسعى إلى قلع جذورها، وبث الوعي المضاد
لها.