إنَّ النص
الاسلامي الصريح هو الذي يمتلك الكلمة الفاصلة في تحديد هوية أية مفردة من مفردات
الثقافة الاسلامية، وهو الذي يوضح ما يمكن أن يكتنف بعض المفاهيم الاسلامية من
غموض وابهام.
وبما
انَّ هناك اضطراباً واضحاً في تحديد هوية الابتداع في الاصطلاح الشرعي، وتفاوتاً
كبيراً في طريقة تطبيقه على مفرداته المختلفة، نرى من المستحسن أن نستعين
بالنصوص الاسلامية التي تعرضت لتحديد هذا المفهوم وإبراز هويته.
وسوف
نتعرض أيضاً لبعض التطبيقات الواردة على ألسنة هذه الاحاديث، لنرى الضابط
والمدار الذي تدور حوله هذه التطبيقات.
وسنقسِّم
هذه الأحاديث إلى أربع طوائف، ونمنح كلَّ طائفة منها عنواناً خاصاً، يمثل القاسم
المشترك لمجموع الأحاديث الواردة فيها.
ومن
خلال النظرة في هذه العناوين يستطيع القارئ أن يكوّن نظرة إجمالية أولية عن طبيعة
القيود التي ينبغي أن تؤخذ في حد مفهوم (البدعة)، وطبيعة الضابطة التي يتم على
أساسها تطبيق هذا المفهوم على موردٍ دون آخر.
(البدعة)
تقابل السُّنة
ورد
عن رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم أنه قال:
«لا
يذهب من السنة شيء حتى يظهر من البدعة مثله، حتى تذهب السنة، وتظهر البدعة،
حتى يستوفي البدعة مَن لا يعرف السنة، فمن أحيا ميتاً من سنتي قد