وساقتهم نحو المنايا المقادر
وخلوا عن الدنيا وما جمعوا لها
وضمّتهم تحت التراب الحفائر
كم خرمت (4) أيد المنون، من قرون بعد قرون، وكم غيّرت الأرض ببلائها، وغيبت في ترابها، ممن عاشرت من صنوف الناس، وشيعتهم إلى الأرماس (5):
وأنت على الدنيا مكبّ منافس
لخطابها فيها حريص مكاثر
على خطر تمسي وتصبح لاهيا
أتدري بماذا لو عقلت تخاطر
وإن امرءاً يسعى لدنياه جاهداً
ويذهل عن اخراه لاشك خاسر
فحتّام على الدنيا إقبالك، وبشهواتها اشتغالك، وقد وخطك القتير (6)، ووافاك النذير، وأنت عمّا يراد بك ساه (7)، وبلذّة يومك لاه (8).
وفي ذكر هول الموت والقبر والبلى
عن اللهو واللّذات للمرء زاجر
أبعد اقتراب الأربعين تربص
وشيب القذال (9) منذ ذلك ذاعر؟!
كأنّك معني (10) بما هو ضائر
لنفسك عمداً أو من الرشد حائر