responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 168

فإن (السِرَّ) ما يخفيه الإنسان عن الآخرين، و (الأخفى) من السرّ هو ما يدفعه الإنسان إلى الطبقات العميقة المعتمة من نفسه ويزويها ويدفعها عن منطقة الشعور إلى دهاليز اللاشعور، لئلا ينغّص بها، فهو إذن أخفى من (السِرّ).

إذن بوسع الإنسان أن يكاشف الله تعالى بما يتكتّم به عن الآخرين من ذنوبه وقبيح أعماله التي يكتمها عن الناس.

كما أن العبد لا يجد ضيراً أن يكاشف ربّه في حاجاته التي يخجل أن يكاشف بها الناس.

رُويَ عن رسول الله (ص):

اسألوا الله عزّ وجلّ ما بداخلكم من حوائجكم حتى شسع النعل فإنّه إن لم ييسّره لم يتيسّر[1].

وعنه (ص):

ليسأل أحدكم ربّه حاجته كلّها، حتى يسأله شسع نعله، إذا إنقطع‌[2].

وعن الإمام الباقر (ع) أنّه قال:

لا تحقّروا صغيراً من حوائجكم، فإن أحبّ المؤمنين إلى الله تعالى أسألهم‌[3].

كما فتح الله تعالى لعبده باب التوبة عن ذنوبه وسيّئاته التي تثقل ضميره، ويخجل أن يفاتح بها أحداً من الناس، فقد أذن الله تعالى للإنسان أن يفاتح بها الله عزّوجلّ ويستغفره عنها، فيغفرها له.

إذن فقد فتح الله تعالى على عبده بابين من الرحمة يستطيع العبد من خلالهما أن يكاشف ربّه عزّ شأنه مكاشفة كاملة، ولا يخفي عليه شيئاً مما يتكتّم به عن الناس، وهذان البابان هما: باب (التوبة) وباب (الدعاء). وهذه هي الخلوة النافعة الأولى في حياة الإنسان.


[1] - مستدرك وسائل الشيعة: 5/ 172 ح 5595.

[2] - مستدرك الوسائل: 5/ 172 ح 5595.

[3] - المصدر نفسه: ح 5597.

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست