responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 132

الله فيه منها، ولا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا، ركون من اتّخذها دار قرار ومنزل استيطان.

والله إن لكم مما فيها عليها دليلًا وتنبيهاً من تصريف أيّامها وتغيّر انقلابها ومثلاتها[1]. وتلاعبها بأهلها، إنّها لترفع الخميل‌[2]. وتضع الشريف، وتورد أقواماً إلى النار غدا، ففي هذا معتبر ومختبر وزاجر لمنتبه.

إنّ الأمور الواردة عليكم في كلّ يوم وليلة من مظلمات الفتن‌[3]، وحوادث البدع، وسنن الجور، وبوائق الزمان، وهيبة السلطان، ووسوسة الشيطان، لَتثبط القلوب‌[4] عن تنبّهها، وتذهلها عن موجود الهدى، ومعرفة أهل الحق، إلا قليلًا ممّن عصم الله.

فليس يَعرف تصرّم أيّامها، وتقلّب حالاتها، وعاقبة ضرر فتنتها إلا من عصم الله، ونهج سبيل الرشد، وسلك طريق القصد، ثمّ استعان على ذلك بالزهد، فكرّر الفكر، واتعظ بالصبر، فازدجر، وزهد في عاجل بهجة الدنيا، وتجافى عن لذّاتها، ورغب في دائم نعيم الآخرة، وسعى لها سعيها، وراقب الموت، وشنأ الحياة[5] مع القوم الظالمين.

نظر إلى ما في الدنيا بعين نيّرة حديدة البصر[6]، وأبصر حوادث الفتن، وضلال البدع، وجور الملوك الظلمة.


[1] - المثلاث: العقوبات.

[2] - الخامل: الساقط الذي لا نباهة له.

[3] - في بعض النسخ( ملمات).

[4] - التثبيط: التعويق والشغل عن المراد.

[5] - الشناءة: البغض، وشنأه: أبغضه.

[6] - في بعض النسخ( حديدة النظر).

نام کتاب : الإمام زين العابدين، علي بن الحسين صفحة من دوره الثقافي و جهاده السياسي نویسنده : الآصفي، الشيخ محمد مهدي    جلد : 1  صفحه : 132
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست