نام کتاب : الإخوة الإيمانية من منظور الثقلين نویسنده : الحكيم، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 100
و تربى على
مداراتهم و حبهم يضعف فيه عامل الحياء، فيرتكب من الأمور ما لا يرتكبه مع وجودهم.
و
كشاهد على هذه الحقيقة نلاحظ أنّ الإنسان في السفر أو في الهجرة يتحلل من بعض
القيود الاجتماعية التي يلتزم بها في بلده و بين أهله، سواء في ملبسه، أو مشربه،
أو مجلسه، أو في الأماكن التي يرتادها، و يرى لنفسه في السفر الحرية في الحركة و
الأكل و الشرب و المسكن و اللباس، إلى غير ذلك من الأمور التي يترك فيها القيود
التي يلتزم بها طوعا في بلده، و ترك الحشمة يكون أحد العوامل التي تذهب الحياء.
2-
و كذلك ورد عن الإمام الصادق عليه السّلام قال: «يا ابن النّعمان إن أردت أن يصفو
لك ودّ أخيك فلا تمازحنّه، و لا تمارينّه، و لا تباهينّه و لا تشارينّه»[1]،
هنا يشير الإمام إلى عدة أمور تذهب الحشمة، فالمبالغة بالمزاح و كثرته، (و لا
تمارينه)، كذلك المماراة و هي:
الإلحاح
و اللجاج و المناقشة و الجدال الذي لا يكون وراءه هدف معين، و ذلك عند ما تصل
المناقشة بين الشخصين إلى نقطة معينة لا تتجاوزها، فيكون استمرارها غير مثمر، و
تكون الصورة واضحة لدى الطرفين، و مع ذلك يبقى الحديث في نقاش و جدال و إصرار،
[1] تحف العقول: 226، و عنه البحار 78: 291، حديث: 2،
و فيه( و لا تشارّنّه)، أي: و لا تخاصمنه.
نام کتاب : الإخوة الإيمانية من منظور الثقلين نویسنده : الحكيم، السيد محمد باقر جلد : 1 صفحه : 100