الحسن في اللّغة بمعنى الجمال، جمعه
المحاسن على غير قياس، كملامح جمع لمحة، 1قال الراغب: «الحسن عبارة عن كلّ مبهج
مرغوب فيه و ذلك ثلاثة أضرب: مستحسن من جهة العقل، و مستحسن من جهة الهوى، و
مستحسن من جهة الحسّ» . 2
و القبح مقابل للحسن تقابل التضاد أو
العدم و الملكة، فالقبيح ما ينبو عنه الحسن أو العقل من الأعيان و الأحوال، و
لهذين اللفظين في كلمات الباحثين إطلاقات نشير إليها:
1. الكمال و النقص: كما يقال: العلم
حسن، و الجهل قبيح، و الغالب استعماله في الصفات، و قد يستعمل في الأفعال و
يقال-مثلا-طاعة العبد للمولى كمال العبد، و عصيانه نقص فيه. 3
ثمّ إنّ كمال الشيء حصول ما فيه الغرض
منه، فإذا قيل كمل ذلك فمعناه:
حصل ما هو الغرض منه، و قوله تعالى: وَ
اَلْوٰالِدٰاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاٰدَهُنَّ حَوْلَيْنِ
كٰامِلَيْنِ تنبيه على أنّ ذلك غاية ما يتعلّق به صلاح الولد، و قوله تعالى:
لِيَحْمِلُوا أَوْزٰارَهُمْ كٰامِلَةً يَوْمَ اَلْقِيٰامَةِ
تنبيه على أنّه يحصل لهم كمال العقوبة» . 4
2. ملائمة الطبع و منافرته: النفس
الإنسانية ذات جهتين: علوية و سفلية، أخروية و دنيوية، و لها أيضا جهازات و
تمايلات مناسبة و ملائمة لهما، فالسفلية منها تسمّى الغرائز و الميول الحيوانية،
إذ تقتضيها حياته بما أنّه نوع من أنواع الحيوان،