نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 286
فيما يلبس به من
الحقّ من الشبه الباطلة على البصائر الضعيفة فيعميها بذلك عن إدراكه و تمييزه من
الباطل سواء كانت مخادعة الشيطان و تلبيسه بغير واسطة،و هو المشار إليه بقوله و ما
لبّست على نفسي أي لا يلتبس على نفسى المطمئنّة ما يلقيه إليها نفسي الأمّارة أو
بواسطة و هو المشار إليها بقوله و لا لبّس عليّ أي إنّ أحدا ممّن تبع إبليس و تلقف
عنه الشبه و صار في قوّة أن يلبّس الحقّ صورة الباطل لا يمكنه أن يلبّس علىّ،و
أمّا الثالث فأشار إليه بقوله و أيم اللّه لا افرطنّ لهم حوضا أنا ماتحه إلى آخره
،و استعار إفراط الحوض لجمعه الجند و تهيّئه أسباب الحرب، استعارة
بالكناية-استعارة مرشحة و كنّى بقوله أنا ماتحه أنّه هو المتولّي لذلك،و لمّا كانت
الحرب قد يشبه بالبحر و بالماء الجمّ فيستعار لها أوصافه فيقال فلان خوّاص غمرات و
فلان منغمس في الحرب جاز أن يستعار هاهنا لفظ الحوض و ترشح تلك الاستعارة بالمتح و
الفرط و الإصدار و الإيراد ،و في تخصيص نفسه بالمتح تأكيد تهديد لعلمهم
بداسه(ببأسه خ م)و شجاعته و قد حذف المضاف إليه ماتح في الحقيقة،و تقديره أنّه
ماتح ماؤه إذ الحوض لا يوصف بالمتح ثمّ أردف ذلك بوصف استعداد لهم بالشدّة و
الصعوبة عليهم كناية فكنّى بقوله لا يصدرون عنه عن أنّ الوارد منهم إليه لا ينجو
منه فهو بمنزلة من يغرق منه فلا يصدر عنه و يقول و لا يعودون إليه أي إنّ من نجا
منهم لا يطمع في الحرب مرّة اخرى فلا يردّون إلى ما أعدّ لهم مرّة ثانية و أكّد
ذلك الوعيد بالقسم البارّ،و أصل أيم أيمن جمع يمين حذف النون تخفيفا كما حذفت في
لم يك،و قيل هو اسم برأسه وضع للقسم و تحقيقه في مسائل النحو.
11-و من كلام له عليه السّلام
لابنه محمد بن الحنفية لما أعطاه الراية يوم الجمل