responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 279

و الّتي كنايتان عن الشدائد و المصائب العظيمة و الحقيرة،و أصل المثل أنّ رجلا تزوّج امرأة قصيرة صغيرة سيّئة الخلق فقاسى منها شدائد فطلّقها و تزوّج طويلة فقاسى منها أضعاف ما قاسى من الصغيرة فطلّقها و قال بعد اللتيّا و الّتي لا أتزوّج أبدا،فصار ذلك مثلا للداهية الكبيرة و الصغيرة، و تقدير مراده بعد ملاقاة كبار الشدائد و صغارها انسب إلى الجزع من الموت .بعد ما يقولون ثمّ أكّد تكذيبهم في دعوى جزعه من الموت بالقسم البارّ أنّه آنس بالموت من الطفل بثدي امّه و ذلك أمر بيّن من حاله عليه السّلام إذ كان سيّد العارفين بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و رئيس الأوليّاء،و قد عرفت أنّ محبّة الموت و الإنس به متمكّن من نفوس أولياء اللّه لكونه وسيلة لهم إلى لقاء أعظم محبوب و الوصول إلى أكمل مطلوب،و إنّما كان آنس به من الطفل بثدي امّه لأنّ محبّة الطفل للثدي و انسه به و ميله إليه طبيعيّ حيوانيّ في معرض الزوال، و ميله إلى لقاء ربّه و الوسيلة إليه ميل عقليّ باق فأين أحدهما من الآخر .قوله بل اندمجت على مكنون علم لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوىّ البعيدة .إشارة إلى سبب جمليّ لتوقفه عن الطلب و القيام غير ما نسبوه إليه من الجزع و الخوف من الموت و هو العلم الّذي انطوى عليه فإنّ علمه بعواقب الامور و أدبارها و تطلّعه إلى نتائج الحركات بعين بصيرته الّتي هي كمرآة صافية حوذى بها صور الأشياء في المرآة العالية فارتسمت فيها كما هي.ممّا يوجب توقّفه عمّا يعلم أنّ فيه فسادا،و تسرّعه إلى ما يعلم فيه مصلحة بخلاف الجاهل الّذي يقدم على عظائم الامور بقصر الرأي لا عن بصيرة قادته إلى ذلك ثمّ نبّه على عظيم قدر العلم الّذي اندمج عليه بقوله لو بحت به لاضطربتم اضطراب الأرشية في الطوىّ البعيدة ، و الجملة الشرطيّة في موضع الجرّ صفة لعلم،و أشار باضطرابهم على ذلك التقدير إلى تشتّت آرائهم عند أن يكشف لهم ما يكون من أمر الخلافة و إلى من ينتهي و إلى ما يؤول إليه حال الناس إذ كان ذلك ممّا وقّفه عليه الرسول صلى اللّه عليه و آله و أعدّه لفهمه فإنّ كثيرا منهم في ذلك الوقت كان نافرا عن عمر و آخرون عن عثمان فضلا عن معاوية،و منهم من كان يؤهّل نفسه للخلافة في ذلك الوقت و يطلبها لنفسه و بعد عقدها لأبي بكر كان يرجوا أن يؤول إليه بعده،و إذا كان الأمر كذلك فظاهر أنّه عليه السّلام لو باح لهم بما علمه من عاقبة هذا الأمر لم يكن لهم ذلك النظام الحاصل في ذلك الوقت ليأس بعضهم من وصول هذا الأمر إليه و

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست