responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 239

هماله،و الممتحن المختبر أراد أنّه مختبر نفسه في إخلاص هذه الشهادة واجد لها عريّة عن شبهات الباطل،معرضة عن كلّ خاطر سوى الحقّ سبحانه متمثّلة فيها حلية التوحيد و خالصة مبرّاة عن شوائب الشرك الخفيّ كما عرفت من التوحيد المطلق و الإخلاص المحقّق.

قوله نتمسّك بها أبدا ما أبقانا و ندّخرها لأهاويل ما يلقانا فإنّها عزيمة الإيمان إلى قوله و مدحرة الشيطان .إشارة إلى أنّه يجب التمسّك بها مدّة البقاء في دار الدنيا لعزائم الامور و الاستعداد بها لأحوال الآخرة و شدائدها ثمّ عقّبها بذكر علّة التمسّك بها و ادّخارها،و ذكر أربعة أوصاف يوجب ذلك:أوّلها أنّها عقيدة الإيمان و عزيمته المطلوبة للّه سبحانه من خلقه و كلّ ما عداها ممّا وردت به الشريعة من قواعد الدين و فروعه فهي حقوق لها و توابع و متممّات و معيّنات على الوقوف على سرّها و الوصول إلى إخلاصها.

و ثانيها أنّها فاتحة الإحسان فإنّها أوّل كلمة افتتحت به الشريعة و استعدّ العبد بالسلوك في طريق إخلاصها لإفاضة إحسان اللّه و نعمه شيئا فشيئا،و كما أنّها أوّل مطلوب للّه من خلقه في فطرتهم الأصليّة و على ألسنة رسله عليهم السّلام فهي أيضا غايتهم الّتي ينالون بإخلاصها و استصحاب مصاصها السعادة الباقية.و ثالثها أنّها مرضاة الرحمن،و ذلك ظاهر إذ هي محلّ رضوان اللّه و السبب المستنزل لتمام رحمته و مزيد نعمته على محلّ تنور بها و رفع السخط عنه كما قال:امرت أن اقاتل الناس حتّى يقولوا «لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اللّٰهُ» الخبر.و رابعها أنّها مدحرة الشيطان و ذلك أيضا ظاهر فإنّ غاية دعوة الشيطان هو الشرك الظاهر أو الخفيّ، و هذه الكلمة إنّما وضعت في مقابلة دعوته فظاهرها دافع لظاهر ما يدعو إليه،و باطنها قامع لباطن ما يدعو إليه،و كما أنّ الشرك على مراتب لا تتناهى فكذلك الإخلاص في هذه الكلمة فبقدر كلّ مرتبة من السلوك في إخلاصها يسقط في مقابلته مرتبة من الشرك،و يبطل سعى الشيطان في بناء تلك المرتبه إلى أن يتمّ الإخلاص بقدر الإمكان،و قد انهدمت قواعد الشيطان بكلّيّتها و صار أبعد مطرود عن قبول ما يقول «رَبَّنٰا لاٰ تُزِغْ قُلُوبَنٰا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنٰا وَ هَبْ لَنٰا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهّٰابُ» 1.

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 239
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست