responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 205

محمّد صلى اللّه عليه و آله،و كذلك الحال في المنصوبين الباقيين،و المراد بأخذ ميثاقه عليهم ما ذكر و قرّر في فطرتهم من الاعتراف بحقيّة نبوّته صلى اللّه عليه و آله و تصديقه فيما سيجيء به إذ كان ذلك من تمام عبادة الحقّ سبحانه فبعث صلى اللّه عليه و آله حال ما كان ذلك الميثاق مأخوذا على الأنبياء و من عداهم و حال ما كانت إمارات ظهوره و البشارة بمقدّمة مشهورة بينهم مع ذكاء أصله و كرم مادّة حملته و شرف وقت سمح به،ثمّ أراد عليه السّلام بعد ذلك أن يزيد بعثة محمّد صلى اللّه عليه و آله تعظيما،و يبيّن فضيلة شرعه و كيفيّة انتفاع الخلق به فقال:و أهل الأرض يومئذ ملل متفرّقة و أهواء منتشرة و طوائف متشتّتة،و الواو في قوله و أهل الأرض للحال أيضا،و موضع الجملة نصب،و قوله و أهواء خبر مبتداء محذوف تقديره أهوائهم أهواء متفرّقة،و كذلك قوله و طوائف أي و طوائفهم طرائق متشتّتة أي بعثه و حال أهل الأرض يوم بعثه ما ذكر من تفرّق الأديان و انتشار الآراء و اختلافها و تشتّت الطرق و المذاهب،و اعلم أنّ الخلق عند مقدم محمّد صلى اللّه عليه و آله إمّا من عليه اسم الشرائع أو غيرهم أمّا الأوّلون فاليهود و النصارى و الصائبة و المجوس،و قد كانت أديانهم اضمحلّت من أيديهم،و إنّما بقوا متشبّهين بأهل الملل،و قد كان الغالب عليهم دين التشبيه،و مذهب التجسيم كما حكى القرآن الكريم عنهم« «وَ قٰالَتِ الْيَهُودُ وَ النَّصٰارىٰ نَحْنُ أَبْنٰاءُ اللّٰهِ وَ أَحِبّٰاؤُهُ» » 1« «وَ قٰالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللّٰهِ وَ قٰالَتِ النَّصٰارىٰ الْمَسِيحُ ابْنُ اللّٰهِ» » 2« «وَ قٰالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللّٰهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِمٰا قٰالُوا» » 3و المجوس أثبتوا أصلين أسندوا إلى أحدهما الخير و إلى الثاني الشّر،ثمّ زعموا أنّه جرت بينهما محاربة ثمّ إنّ الملائكة توسّطت و أصلحت بينهما على أن يكون العالم السفلى للشرير مدّة سبعة آلاف سنة إلى غير ذلك من هذيانهم و خبطهم،و أمّا غيرهم من أهل الأهواء المنتشرة و الطوائف المتشتّتة فهم على أصناف شتّى فمنهم العرب أهل مكّة و غيرهم و قد كان منهم معطّلة و منهم محصّلة نوع تحصيل،أمّا المعطّلة فصنف منهم أنكروا الخالق و البعث و الإعادة،و قالوا بالطبع المحيي و الدهر المفني،و هم الّذين حكى القرآن عنهم« «أَ فَرَأَيْتَ»

إن «هِيَ إِلاّٰ حَيٰاتُنَا الدُّنْيٰا نَمُوتُ وَ نَحْيٰا وَ مٰا يُهْلِكُنٰا إِلاَّ الدَّهْرُ» » 1

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست