responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 203

إلى اللّه تعالى،و لذلك قال صلى اللّه عليه و آله:أكثروا من ذكر هادم اللذّات إلى غير ذلك من الأمراض الّتي تضعف قواهم و تهرمهم،و المصائب الّتي تتتابع عليهم فإنّ كلّ هذه الآثار موادّ احتجاج الأنبياء على الخلق لينبّونهم بصدورها عن العزيز الجبّار عزّ سلطانه على أنّه هو الملك المطلق الّذي له الخلق و الأمر،و ليقرّروا في أذهانهم صورة ما نسوه من العهد المأخوذ عليهم في الفطرة الأصليّة من أنّه سبحانه هو الواحد الحقّ المتفرّد باستحقاق العبادة،و إلى ذلك أشار القرآن الكريم« «وَ جَعَلْنَا السَّمٰاءَ سَقْفاً مَحْفُوظاً وَ هُمْ عَنْ آيٰاتِهٰا مُعْرِضُونَ» » 1و قوله «إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمٰاوٰاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلاٰفِ اللَّيْلِ وَ النَّهٰارِ وَ الْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمٰا يَنْفَعُ النّٰاسَ وَ مٰا أَنْزَلَ اللّٰهُ مِنَ السَّمٰاءِ مِنْ مٰاءٍ فَأَحْيٰا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهٰا» 2الآية و قوله تعالى «وَ السَّمٰاءَ بَنَيْنٰاهٰا بِأَيْدٍ وَ إِنّٰا لَمُوسِعُونَ وَ الْأَرْضَ فَرَشْنٰاهٰا فَنِعْمَ الْمٰاهِدُونَ وَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنٰا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» 3إلى غير ذلك من الآيات الدالّة على احتجاج الخالق سبحانه على خلقه بألسنة رسله و تراجمة وحيه و جذبهم بهذه الألطاف إلى القرب من ساحل عزّته و الوصول إلى حضرة قدسه سبحانه و تعالى عمّا يشركون« و إن تعدّوا نعمت اللّه لا تحصوها إنّ الإنسان لظلوم كفّار » 4قوله و لم يخل اللّه سبحانه خلقه إلى قوله و خلقت الأبناء .

أقول:المقصود الإشارة إلى بيان عناية اللّه سبحانه بالخلق حيث لم يخل امّة منهم من نبيّ مرسل يجذبهم إلى جناب عزّته كما قال تعالى «وَ إِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاّٰ خَلاٰ فِيهٰا نَذِيرٌ» 5و كتاب منزل يدعوهم إلى عبادته و يذكّرهم فيه منسىّ عهده و يتلى عليهم فيه أخبار الماضين و العبر اللاحقة للأوّلين و يحتجّ عليهم فيه بالحجج البالغة و الدلائل القاطعة،و يوضح لهم فيه امور نظامهم و ينبّههم على مبدئهم و معادهم،و الانفصال هاهنا انفصال مانع من الخلوّ كما هو مصرّح به.

قوله رسل لا تقصّر بهم قلّة عددهم و لا كثرة المكذّبين لهم أي هم رسل كذلك،و المراد الإشارة إلى أنّهم و إن كانوا قليلي العدد بالنسبة إلى كثرة الخلق،و كان عدد المكذّبين

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 203
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست