نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 183
بواسطة الهواء،و
خامسها البصر و هي قوّة مرتّبة في العصبتين المجوّفتين تدرك ما يتطبّع في الرطوبة
الجليديّة من الصور بتوسّط جرم شفاف،و أمّا الباطنة من القوى فهي أيضا خمس، و هي
إمّا مدركة فقط إمّا للصور الجزئيّة و هو القوّة المسمّاة حسّا مشتركا المرتّبة في
التجويف الأوّل من الدماغ عندها تجتمع صور المحسوسات،ثمّ القوّة الموسومة خيالا، و
هي خزانة الحسّ المشترك مودعة في آخر التجويف المقدّم من الدماغ تجتمع فيها مثل
المحسوسات و تبقى فيها بعد الغيبة عن الحواسّ،و إمّا مدركة للمعاني الجزئيّة،و هي
إمّا الوهم و هي قوّة مرتّبة في التجويف الأوسط من الدماغ تدرك المعاني الجزئية
الغير المحسوسة الموجودة في المحسوسات كإدراك الشاة معنى في الذئب يوجب لها
الهرب،و إمّا الحافظة و هي قوّة مرتّبة في التجويف الأخير من الدماغ تحفظ الأحكام
الجزئيّة المدركة للوهم و هي خزانة له،و إمّا مدركة و متصرّفة و هي القوّة
المسمّاة متخيّلة باعتبار استعمال الوهم لها،و مفكّرة باعتبار استعمال العقل لها و
محلّها مقدم البطن الأوسط من الدماغ من شأنها التركيب و التفصيل لبعض الصور ببعض و
عن بعض و كذا المعاني و المعاني بالصورة و هي الحاكية للمدركات و الهيئات المزاجيّة
و الحكمة الإلهيّة اقتضّت أن تكون متوسّطة بين مقتضى الصور الجرمانيّة و المعاني
الروحانيّة متصرّفة في خزائنهما بالحكم و الاسترجاع للأمثال المنمحيّة من
الجانبين،ثمّ إنّ لكلّ واحد من هذه الآلات روح يختصّ به و هو جرم حارّ لطيف متكوّن
عن لطافة الأخلاط على نسبة محدودة و هو حامل للقوي المدركة و غيرها،الثالث النفس
الناطقة و نسبتها إلى هذا البدن نسبة الملك إلى المدينة و البدن و جميع أجزائه و
قواه المذكورة آلات لها،و رسمها أنّها جوهر مجرّد يتعلّق بالأبدان تعلّق التدبير و
هي المشار إليها بقوله تعالى «وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ
رَبِّي» 1و بقوله عليه السّلام:الأرواح جنود مجنّدة ما تعارف منها ائتلف
و ما تناكر فيها اختلف فيها،و لهذا الجوهر قوّتان يختصّ بهما نظريّة و عمليّة و قد
سبقت الإشارة إليهما في مقدّمة الكتاب و تحقيق الكلام في هذا الجوهر و البرهان على
وجوده و تجرّده و كمالاته من العلوم و الأخلاق مستقصى في مظانّه و باللّه التوفيق
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 1 صفحه : 183