responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 180

أنّه سهل الترك للهيئات الشكليّة فإنّه سهل القبول لها كما أنّ اليابس عسر القبول للهيئات الشكليّة عسر الترك لها،و مهما تخمّر اليابس بالرطب استفاد اليابس منه قبول التمديد و التشكيل بسهولة و استفاد الرطب من اليابس حفظا لما حدث فيه من التعديل بقوّة فاجتمع اليابس بالرطب عن تشتّته،و استمسك الرطب باليابس عن سيلانه و الموضع الطبيعيّ للهواء فوق الماء و تحت النار و خفّته إضافيّة و طبعه حارّ رطب و وجوده في الكائنات ليتخلخل و يلطف و يسفل،و الموضع الطبيعيّ للنار فوق الأجرام العنصريّة كلّها،و مكانها الطبيعيّ هو مقعّر فلك القمر و خفّتها مطلقة و طبعها حارّ يابس،و وجودها في الكائنات ليصلح المركّبات و يجري فيها الجوهر الحيواني،و لتكسر من يرد العنصرين الثقيلين بردّهما عن العنصريّة إلى المزاجيّة،و الثقيلان أنفع في تكون الأعضاء و في سكونها،و الخفيفان أنفع في كون الأرواح و تحريكها و تحريك الأعضاء ثمّ قالوا:و المزاج كيفيّة تحدث من تفاعل الكيفيّات المتضادّة في هذه العناصر إذا تفاعلت بقواها بعضها في بعض فانكسر صورة كلّ واحد منها بالآخر حدثت عنها كيفيّة متشابهة في جميعها هي المزاج و القوى الأوليّة في تلك الأركان أربع الحرارة و البرودة و الرطوبة و اليبوسة،و هي الّتي يكون عنها المزاجات في الأجسام الكائنة الفاسدة ثمّ إنّ واهب الوجود أعطى كلّ حيوان و كلّ عضو من المزاج ما هو أليق و أصلح لأفعاله بحسب احتمال الإمكان له،و أعطى الإنسان أعدل الأمزجة الممكنة في هذا العالم مع مناسبة لقواه الّتي بها يفعل و ينفعل و أعطى كلّ عضو ما يليق به من أفعاله فجعل بعض الأعضاء أحرّ و بعضها أبرد و بعضها أرطب و بعضها أيبس و أمدّها بالأخلاط و هي أجسام رطبة سيّالة يستحيل إليها الغذاء أوّلا،و هي منحصرة في أربعة أجناس:أحدها الدم و هو أفضلها،و الثاني البلغم و الثالث الصفراء،و الرابع السوداء،ثمّ قسّم الأعضاء إلى عظام و غضاريف و أعصاب و أوتار و جعل أوّل الأعضاء المتشابهة الأجزاء العظم و خلق صلبا لأنّه أساس البدن و دعامة الحركات ثمّ الغضروف و هو ألين من العظم و فائدته أن يحسن به اتّصال العظام بالأعضاء الليّنة فلا يتأذّى الليّن بالصلب عند الضعظة و الضربة بل متوسّط بينهما ما يناسب كلاّ منهما و ليحسن به تجاوز المفاصل المحاكّة فلا تتراض لصلابتها،ثمّ العصب و هي أجسام تنبت من الدماغ و النخاع بيض لدنة في الانعطاف صلبة في الانفصال،و فائدتها أن تتمّ به الأعضاء

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 180
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست