responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 159

للمتخيّلات البهيّة الحسنة و للفرح و السرور كما ينسب في المشهور إلى روحانيّتهما من الأفعال الحسنة نسب تلقّى الإنسان بعد المفارقة بالرأفة و الرحمة و الشفقة إلى روحانيّتهما،و اللّه أعلم،و أمّا الخزنة للجنان فيشبه أن يكون هم السكّان لها أيضا باعتبار آخر،و ذلك أنّه لمّا كان الخازن هو المتولّي لأحوال أبواب الخزانه بفتحها و تفريق ما فيها على مستحقّها بإذن ربّ الخزانة و مالكها و غلقها و منعها عن غير مستحقّها و كانت الملائكة هم المتولّون لإفاضة الكمالات و تفريق ضروب الإحسان و النعم على مستحقيّها و حفظها و منعها من غير مستحقّيها و المستعدّين بالطاعة لها بإذن اللّه و حكمته لا جرم صدق أنّهم خزّان الجنان بهذا الاعتبار،و هم الّذين يدخلون على المؤمنين من كلّ باب «سَلاٰمٌ عَلَيْكُمْ بِمٰا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّٰارِ» .قال بعض الفضلاء:إنّ العبد إذا راض نفسه حتّى استكمل مراتب القوّة النظرية و مراتب القوّة العمليّة فإنّه يستعدّ بكلّ مرتبة من تلك المراتب لكمال خاصّ يفاض عليه من اللّه تعالى و يأتيه الملائكة فيدخلون عليه من كلّ باب من تلك الأبواب فالملك الّذي يدخل على الإنسان منه رضاء اللّه كما قال تعالى «رَضِيَ اللّٰهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ» هو رضوان خازن الجنان و اللّه أعلم،و أمّا ملائكة النار فقال بعض الفضلاء:هي تسعة عشر نوعا من الزبانية لا يعصون اللّه ما أمرهم و هم الخمسة الّذين ذكرنا أنّهم يوردون عليه الأخبار من خارج، و رئيسهم و الخازنان و الحاجب و الملك المتصرّف بين يديه بإذن ربّه،و ملكا الغضب و الشهوة، و السبعة الموكّلون بأمر الغذاء و ذلك أنّه إذا كان يوم الطامّة الكبرى و كان الإنسان ممّن طغى و آثر الحياة الدنيا حتّى كانت الجحيم هي المأوى كانت اولئك التسعة عشر من الزبانية هم الناقلين له إلى الهاوية بسبب ما استكثر من المشتهيات،و اقترف من السيّئات و أعرض عن قوله تعالى «وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسٰانِ إِلاّٰ مٰا سَعىٰ وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرىٰ ثُمَّ يُجْزٰاهُ الْجَزٰاءَ الْأَوْفىٰ وَ أَنَّ إِلىٰ رَبِّكَ الْمُنْتَهىٰ» و اعلم وفّقك اللّه أنّ هؤلاء الّذين ذكر هذا القائل أنّهم ملائكة النار ربّما كانوا أيضا مع إنسان آخر من ملائكة الجنان و ذلك إذا استخدمهم ذلك الإنسان في دار الدنيا على وفق أوامر اللّه و أوفقهم على طاعة اللّه دون أن يطلب منهم فوق ما خلقو الأجله و امروا به من طاعته و يعبّر بهم إلى معصية اللّه و ارتكاب نواهيه و محارمه و باللّه التوفيق

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست