responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 157

بالتحريك و الإرادة بإذن اللّه عزّ و جلّ،كذلك ملائكة العناصر و الجبال و البحار و البراري و الغفار و سائر المركّبات من المعدن و النبات و الحيوان المسخّر كلّ منها لفعله المخصوص على اختلاف مراتبها،فأمّا الملائكة الحافظون الكرام الكاتبون فلهم فيها أقوال.أحدها قال بعضهم:إنّ اللّه تعالى خلط الطبائع المتضادّة و مزّج بين العناصر المتنافرة حتّى استعدّ ذلك الممتزج بسبب ذلك الامتزاج لقبول النفس المدبّرة و القوى الحسيّة و المحرّكة، فالمراد بتلك الحفظة الّتي أرسلها اللّه هى تلك النفوس و القوى الّتي يحفظ تلك الطبائع المقهورة على امتزاجاتها و هى الضابطة على أنفسها أعمالها،و المكتوب في ألواحها صور ما تفعله لتشهد به علي أنفسها يوم القيامة كما قال تعالى «قٰالُوا شَهِدْنٰا عَلىٰ أَنْفُسِنٰا وَ غَرَّتْهُمُ الْحَيٰاةُ الدُّنْيٰا وَ شَهِدُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كٰانُوا كٰافِرِينَ» 1و هى المعقّبات من بين يدي الإنسان و من خلفه الحافظون له من أمر اللّه،و قيل:الحفظة للعباد غير الحفظة على العباد و الكاتبين لأعمالهم،و سنشير إلى ذلك.و الثاني قال بعض القدماء:إنّ هذه النفوس البشريّة و الأرواح الإنسانيّة مختلفة بجواهرها،فبعضها خيّرة و بعضها شريرة،و كذا القول في البلادة و الزكاء و الفجور و العفّة و الحريّة و النذالة و الشرف و الدنائة،و غيرها من الهيئات،و لكلّ طائفة من هذه الأرواح السفليّة روح سماويّ هو لها كالأب المشفق و السيّد الرحيم يعينها على مهمّاتها في يقظتها و مناماتها تارة على سبيل الرؤيا و اخرى على سبيل الإلهامات،و هى مبدء لما يحدث فيها من خير و شرّ،و تعرف تلك المباديء في مصطلحهم بالطياع التامّ يعنى أنّ تلك الأرواح الفلكيّة في تلك الطباع و الأخلاق تامّة كاملة بالنسبة إلى هذه الأرواح السفليّة و هى الحافظة لها و عليها كما قال تعالى «فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرٰامٍ بَرَرَةٍ» 2الثالث قول بعضهم:إنّ للنفوس المتعلّقة بهذه الأجساد مشاكله و مشابهة مع النفوس المفارقة عن الأجساد فيكون لتلك المفارقة ميل إلى النفوس الّتي لم تفارق فيكون لها تعلّق أيضا بوجه ما بهذه الأبدان بسبب ما بينها و بين نفوسها من المشابهة و الموافقة فتصير معاونة لهذه النفوس على مقتضى طباعها،و شاهدة عليها كما قال تعالى

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 157
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست