responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 145

الكمالات الفعليّة للملائكة و أنّها غير مستقلّة بإيجاد شيء بل على شرائط بعضها لبعض و لغيرها،و بالبخار إلى تلك الملائكة و بمخضها له مخض السقاء و عصفها به كعصفها بالفضاء و ترديد بعضه على بعض و إلى قوّة أمر اللّه عليها و تصريفها على حسب علمه بنظام الكلّ و تقدير ما لكلّ فلك من الكمالات في ذات كلّ مبدء من تلك المباديء،و قوله حتّى عبّ عبابه إشارة إلى بلوغ كمالات تلك الملائكة الحاصلة لها بالفعل عن أمر اللّه إلى رتبة أن يعطى بواسطتها الفيض لغيرها،و كذلك قوله ورمى بالزبد ركامه إشارة إلى إعطاء صور الأفلاك و كمالاتها بواسطتها،و لمّا كانت صور الأفلاك محتاجة في قيامها في الوجود إلى الهيولى كانت نسبتها إلى الملائكة المجرّدة نسبة أخسّ إلى أشرف فبالحريّ أن اطلق عليها اسم الزبد و لأنّ هذه الصور حاصلة من تلك الكمالات العقليّة و فائضة عنها كما أنّ الزبد منفصل عن الماء و مكوّن عنه فتشابها،و أمّا رفعه في أهواء منفتق و جوّ منفهق فإشارة إلى إلحاق صور الأفلاك بموادّها المستعدّة أو إلى تخصيص وجودات الأفلاك بأحيازها و رفعها إليها،و قوله فسوّى عنه سبع سماوات إشارة إلى كمال الأفلاك بما هى عليه من الوضع و التعديل و الترتيب،و أمّا تخصيصه بالسبع فلأنّ الفلكين الباقيين في الشريعة معروفان باسمين آخرين و هما العرش و الكرسيّ،ثمّ قالوا:و إلى هذا أشار الحكماء السابقون أيضا فإنّ مرادتا ليس الملطي بالعنصر الأوّل هو المبدع الأوّل و كونه هو الماء لأنّ المبدع الأوّل واسطة في باقي الموجودات و فيه صورها و عنه تفاض كمالاتها كما أنّ بالماء قوام كلّ حيّ عنصريّ و بواسطته تكوّن و كذلك سرّ ما جاء في التوراة فإنّ المراد بالجوهر المخلوق للّه أوّلا هو المبدع الأوّل و كونه تعالى نظر إليه نظر الهيبة،و ذوبان أجزائه إشارة إلى صدور الفيض عنه بأمر اللّه سبحانه و قدرته،و الزبد الّذي تكوّنت منه الأرض و الدخان الّذي تكوّنت منه السماوات إشارة إلى كمالات السماوات و الأرض و صورها الصادرة عن كمالات عللها صدور البخار و الزبد عن الماء و كلّ هذا تجوّزات و استعارات يلاحظ في تفاوت حسنها قرب المناسبة و بعدها.

الوجه الثاني

-قالوا:يحتمل أن يكون مراده بالريح الأولي هو العقل الأوّل فإنّه الحامل للفيض الإلهىّ إلى ما بعده و هو المحيط بصور الموجودات،و يؤيّد ذلك قوله الهواء

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست