responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 139

ثمّ بسط الأرض من تحت الكعبة و لذلك تسمّى مكة امّ القرى(ج)نقل عن كعب ما يقرب من ذلك قال إنّ اللّه تعالى خلق ياقوتة خضراء ثمّ نظر إليها بالهيبة فصارت ماء يرتعد ثمّ خلق الريح فجعل الماء على متنها ثمّ وضع العرش على الماء كما قال تعالى «وَ كٰانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمٰاءِ» (د)ما نقل عن تاليس الملطي و كان من مشاهير الحكماء القدماء فإنّه نقل عنه بعد أن وحّد الصانع الأوّل للعالم و تنزّهه أنّه قال:لكنّه أبدع العنصر الّذي فيه صور الموجودات و المعلومات كلّها و سمّاه المبدع الأوّل،ثمّ نقل عنه أنّ ذلك العنصر هو الماء قال:و منه أنواع الجوهر كلّها من السماء و الأرض و ما بينهما و هو علّة كلّ مبدع و علّة كلّ مركّب من العنصر الجسمانيّ فذكر أن من جمود الماء تكوّنت الأرض و من انحلاله تكوّن الهواء و من صفوته تكوّنت النار و من الدخان و الأبخرة تكوّنت السماء،و قيل:

إنّه أخذ ذلك من التوراة(ه‌)ما وجدته في كتاب بلينوس الحكيم الّذي سمّاه الجامع لعلل الأشياء قريبا من هذه الإشارة و ذلك أنّه قال:إنّ الخالق تبارك و تعالي كان قبل الخلق و أراد أن يخلق الخلق فقال:ليكن كذا و كذا فكان ما أراد بكلمته فأوّل الحدث كلمة اللّه المطاعة الّتي كانت بها الحركة ثمّ قال:بعده إنّ أوّل ما حدث بعد كلام اللّه تعالى الفعل فدلّ بالفعل على الحركة و دلّ بالحركة على الحرارة ثمّ لمّا نقصت الحرارة جاء السكون عند فنائها فدلّ بالسكون على البرد،ثمّ ذكر بعد ذلك أنّ طبائع العناصر الأربعة إنّما كانت من هاتين القوّتين أعنى الحرّ و البرد قال:و ذلك أنّ الحرارة حدث منها اللين و من البرودة أ ليس فكانت أربع قوى مفردات فامتزج بعضها ببعض فحدث من امتزاجها الطبائع الأربع و كانت هذه الكيفيّات قائمة بأنفسها غير مركّبة فمن امتزاج الحرارة و اليبس حصلت النار و من الرطوبة و البرودة حدث الماء و من الحرارة و الرطوبة حدث الهواء و من امتزاج البرد و اليبس حصلت الأرض ثمّ قال:إنّ الحرارة لمّا حرّكت طبيعة الماء و الأرض تحرّك الماء للطفه عن ثقل الأرض و أثقلت ما أصابه من الأرض فصار بخارا لطيفا هوائيّا رقيقا روحانيّا و هو أوّل دخان طلع من أسفل الماء و امتزج بالهواء فسما إلي العلو لخفّته و لطافته و بلغ الغاية في صعوده على قدر قوّته و نفرته من الحرارة فكان منه الفلك الأعلى و هو فلك زحل،ثمّ حرّكت النار الماء أيضا فطلع منه دخان هو أقلّ لطفا ممّا صعد

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست