responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 129

أنّه فاعل إلاّ أنّ ما صدر عنه تعالى من الآثار ليس بحسب حركة و لا بتوسّط آلة كما يفتقر غيره في نسبة صدور الفعل عنه إليه أمّا أنّه لا يفتقر إلى الحركة فلأنّ معنى الحركة إنّما يعرض للجسم و الباري تعالى منزّه عن الجسميّة فيستحيل صدق مسمّى الحركة في حقّه،و أمّا أنّ فعله ليس بتوسّط آلة فبيانه من وجهين:أحدهما لو كان كذلك لكانت تلك الآلة إن كانت من فعله فإمّا بتوسّط آلة اخرى أو بدونها فإن كانت بدونها فقد صدق أنّه فاعل لا بمعنى الآلة و إن كان فعله لها بتوسّط آلة اخرى فالكلام فيها كالكلام في الأولى و يلزم التناقض،و أمّا إن لم تكن تلك الآلة من فعله و لم يمكنه الفعل بدونها كان الباري تعالى مفتقرا في تحقّق فعله إلى الغير و المفتقر إلى الغير ممكن بالذات فالواجب بالذات ممكن بالذات هذا خلف.الثاني أنّه تعالى لو فعل بالآلة لكان بدونها غير مستقلّ بإيجاد الفعل فكان ناقصا بذاته مستكملا بالآلة،و النقص على اللّه تعالى محال فتوقّف فعله على الآلة محال فإذن هو الفاعل المطلق بالإبداع و محض الاختراع المبرء عن نقصان الذات المنزّه عن الحاجة إلى الحركات و الآلات .

[قوله بصير إذ لا منظور إليه من خلقه.]

مجاز قوله بصير إذ لا منظور إليه من خلقه.

أقول:البصير فعيل بمعنى الفاعل من البصر،و البصر حقيقة في حاسّة العين مجاز في القوّة الّتي بها العلم،و المنظور إليه هو المشاهد بتقليب الحدقة نحوه،و المراد وصفه تعالى بكونه بصيرا حال مالا يتحقّق المبصرات،و إذ ليس كونه بصيرا،بمعنى أنّ له آلة البصر لتنزّهه عن الحواسّ وجب العدول إلى المجاز و هو أن يكون بصيرا بمعني أنّه عالم،و قرينة ذلك.

قوله إذ لا منظور إليه من خلقه لأنّ البصر أمر إضافيّ يلحق ذاته بالنسبة إلى مبصر و هو أمر يلحق ذاته أزلا و أبدا و لا شيء من المبصرات بالحسّ موجود أزلا لقيام البراهين العقليّة على حدوث العالم حتّى يمكن أن يلحقه النسبة بالقياس إليه فوجب أن لا يكون من حيث هو هو بصيرا بهذا المعنى ،و يحتمل أنّ الإشارة بإذ في قوله إذ لا منظور إليه إلى اعتبار كونه مقدّما على آثاره من جهة ما هو متقدّم فإنّه بالنظر إلى تلك الجهة لا منظور إليه من خلقه معه و هو عالم لذاته و بذاته مطلقا و إذ ليس بصيرا بالمعني المذكور فهو إذن بصير بالصفة الّتي ينكشف بها كمال نعوت المبصرات،و بها تظهر الأسرار و الخفيّات فهو الّذي يشاهد و يرى حتّى لا يعزب عنه ما تحت الثرى

«وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَ أَخْفىٰ»

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 129
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست