responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 127

«اسْتَوىٰ» فقلنا:المراد من الاستواء الاستيلاء بالقدرة أو العلم كما هو مذكور في الكتب الكلاميّة، و إنّما خصّ عليه السّلام جهة العلوّ بإنكار اعتقادها و التحذير منه لكون كلّ معتقد للّه جهة يخصّصه بها لما يتوهّم من كونها شرف الجهات و لأنّها نطق بها القرآن الكريم فكانت الشبهة في إثباتها أقوى فلذلك خصّها بالذكر .

[قوله كائن لا عن حدث موجود لا عن عدم.]

قوله كائن لا عن حدث موجود لا عن عدم.

أقول:الكائن اسم الفاعل من كان و هو يستعمل في اللغة على ثلاثة أوجه،أحدها أن تكون بصيغتها دالّة على الحدث و الزمان و يسمّى في عرف النحاة كان التامّة كقوله:إذا كان الشتاء فاد فئوني أي إذا حدث و وجد،الثاني أن تدلّ على الزمان وحده و يحتاج في الدلالة على الحدث إلى خبر يتمّ به و هى الناقصة و استعمالها هو الأكثر كقوله تعالى «إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ كٰانَ أُمَّةً قٰانِتاً لِلّٰهِ» الثالث أن تكون زائدة خالية عن الدلالة على حدث أو زمان كقوله:على كان المسوّمة العراب أي على المسوّمة.إذا عرفت ذلك فاعلم أنّ مفهوم كائن أنّه شيء ما له كون،و لمّا كان ذلك الشيء هو ذات اللّه تعالى و كانت ذاته مقدّسة عن الزمان استحال أن يقصد وصفه بالكون الدالّ على الزمان،و لمّا احترز بقوله لا عن حدث استحال أن يدلّ كونه على الحدث و هو المسبوقيّة بالعدم أيضا و إذا بطل أن يكون كونه مستلزما للزمان و مسبوقيّة العدم لم يكن له دلالة إلاّ على الوجود المجرّد عن هذين القيدين،و من هذا القبيل قوله تعالى «وَ كٰانَ اللّٰهُ غَفُوراً رَحِيماً» و أمثاله و قول الرسول صلى اللّه عليه و آله كان اللّه و لا شيء،و أمّا قوله موجود لا عن عدم فالمراد أيضا أنّ وجوده ليس بحادث،و بيانه أنّ الموجود من حيث هو موجود إمّا أن يكون وجوده مسبوقا بالعدم و حاصلا عنه و هو المحدث أو لا يكون و هو القديم فأمّا كليّة هذا الحكم فلأنّه لو كان محدثا لكان ممكنا و لو كان ممكنا لما كان واجب الوجود فينتج أنّه لو كان محدثا لما كان واجب الوجود لكنّه واجب الوجود فينتج أنّه ليس بمحدث،أمّا المقدّمتان فجليّتان،و أمّا بطلان تالي النتيجة فمقتضي البراهين الإلهيّة،و اعلم أنّ هذه القضيّة مؤكّدة لمقتضى القضيّة الاولى و ليس مقتضاها عين ما أفادته الاولى إذ كان في الكلمة الاولى مقصود آخر و هو تعليم الخلق كيفيّة إطلاق لفظة الكون على اللّه تعالى و إشعارهم أنّ المراد منها ليس ما يتبادر إليه الذهن من

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست