نام کتاب : ولاية الفقيه و ما يتعلق بها (دليل تحرير الوسيلة للإمام الخميني) نویسنده : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر جلد : 1 صفحه : 114
شعائر
الإيمان. و قد صرّح بهذا التعريف في مجمع البحرين و قال في المسالك: إنّه أراد
بالأوّل إدخال جهاد المشركين و بالثاني جهاد الباغين. أقول: مقصوده من الأوّل بذل
النفس و المال في إعلاء كلمة الإسلام و من الثاني بذلهما في إقامة شعائر الإيمان.
ثمّ أشكل عليه بأنّه غير مانع؛ لأنّ إعزاز الدين أعم من كونه بالجهاد المخصوص.
أقول:
و لعل مقصوده أنّ بذل النفس و المال في إعلاء كلمة الإسلام و إقامة شعائر الإيمان
قد يكون على سبيل الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، لا المقاتلة المعهودة الخاصّة
المعروفة بالجهاد. و عليه فالتعريف الثاني غير مانع مما هو خارج عن المعرّف، بل
أعم منه، كما يظهر هذا التوجيه للإيراد المزبور من صاحب الرياض.
و
قد اتضح لك بما بيّناه أنّ تعريف الأكثر هو الأصح؛ لأنّه أسلم من الإشكال.
الجهاد
الابتدائي و الدفاعي
قد
قسّم الفقهاء الجهاد إلى ابتدائي و دفاعي، كما صرّح به أبو الصلاح في الكافي و ابن
إدريس في السرائر و الحلبي في الإشارة و المحقق في الشرائع و العلّامة في كتبه. و
يستفاد ذلك من كلمات أكثر الفقهاء، بل كلّهم؛ إمّا تصريحاً أو تلويحاً، و سيأتي في
خلال هذا البحث نقل كلمات بعضهم.
و
مقصودهم من الجهاد المبتدأ أو الابتدائي، هو محاربة المشركين و الكفار لغرض دعائهم
و جلبهم إلى الإسلام.
و
هاهنا إشكال اعتقادي قد يناقش به بعض. و حاصله: أنّ الدعاء إلى الإسلام لا بدّ أن
تكون بالبيان و الدعوة الاستدلالية و التبليغ، لا بالقتال، كما أُشير إلى ذلك في
نام کتاب : ولاية الفقيه و ما يتعلق بها (دليل تحرير الوسيلة للإمام الخميني) نویسنده : السيفي المازندراني، الشيخ علي أكبر جلد : 1 صفحه : 114