بيان ذلك:
أنّه قد يتحد بعض الرواة مع غيره في الاسم أو الكنية أو نحو ذلك، و قد يروي الراوي
عمّن لا يعاصره على وجه يوهم أنّه سمع منه. كأن يقول: «حدّثنا أو أخبرنا أو قال
فلان»، و نحو ذلك من التعابير الموهمة للّقاء و السماع. و لذا يتطرّق الاشتباه و
التدليس في رجال سند الحديث. كما قد يقع التدليس من ناحية إسناد الراوي الحديث إلى
شيخه المرويّ عنه بالعنعنة- الظاهرة في الملاقاة-، مع عدم تحقق الملاقاة واقعاً،
لعدم إمكانها أو لأيّ مانعٍ. و قد سبق البحث عن ذلك كلِّه مفصّلًا في كتابنا
(مقياس الراوية) و المقصود هنا أنّ معرفة طبقات الرواة توجب الأمن من الوقوع في
الاشتباه و التدليس من هذه الجهات و أيّة جهة اخرى، كما توجب الاطلاع على مقصود
الراوي من العنعنة بأنّه هل أراد من ذلك تحمّل الحديث بالسماع و اللقاء أو بمجرد
الاجازة أو الوجادة أو الوصية و نحو ذلك مما يحصل بغير الملاقاة أيضاً.
و
الحاصل: أنّ عمدة فائدة هذا الفن؛ هي إحراز اتصال سلسلة السند إلى المعصوم
عليه السلام، و الأمن من تطرّق القطع و الارسال.
ضابطة تمييز الطبقات و طرق معرفتها
لاريب
أنّ لمعرفة بعض خصوصيات الرواة دخلًا فى تمييز طبقاتهم.
فمنها:
معرفة مواليد الرواة و وفياتهم و من رووا عنه، وكذا من روى عنهم.
و
ممّا يعين على معرفة الطبقات: مراجعة الطرق و الأسانيد التي ذكرت فيها أسماءُ
الرواة مفصّلةً على ترتيب الطبقات أو مع نبذةٍ من شرح حالهم، كطرق الشيخ الطوسي في
فهرسته و رجاله و مشيخة التهذيب، و النجاشي