يظهر
من روايات عديدة أنّ سليماً كان إذا سمع حديثاً، لايكتفي بمجرّد سماعه، بل يسأل عن
أطراف المسألة و خصوصيات القضية، و كان يَعرض ما سمعه من غير المعصوم، على المعصوم
عليه السلام؛ لاحراز الحق، بل كان يكرّر السؤال عن مسألة واحدة، من عدَّة أئمة
(عليهم السلام)؛ لاتقان تحمّله و تحصيلالاطمئنان من صحة سماعه. و تشهد على ذلك
نصوص عديدة نشير إلى بعضها.
فمنها:
ما قال سُلَيْم في مقدّمة كتابه: «إنّ عندي كتاباً سمعتُها عن الثقات و كتبتها
بيديو ليس منها حديث أسمعه من أحدهم، إلّاسألت عنه الاخر حتى اجتمعوا عليه
جميعاً».[1]
و
منها: قوله في الحديث (10): «ثمّ لقيت الحسن و الحسين صلواتاللَّهعليهما
بالمدينة بعد ما قتل أميرالمؤمنين (صلواتاللَّهعليه) فحدّثتهما بهذا الحديث عن
أبيهما. فقالا: صدقت، قد حدَّثك أبونا بهذا الحديث و نحنجلوس، و قد حفظنا ذلك عن
رسولاللَّه صلى الله عليه و آله كما حدّثك أبونا سواء لم يزد و لمينقص». ثم قال:
«ثم لقيت عليبنالحسين عليه السلام فحدّثته بما سمعت من أبيه و عمّه و ما سمعتُ
من علىّ عليه السلام. فقال عليبنالحسين عليه السلام: قد أقرأني أميرالمؤمنين
عليه السلام عن رسولاللَّه صلى الله عليه و آله و هو مريض و أنا صبيّ».[2]
و
منها: قوله في الحديث (24): «سمعتُ سلمان و أباذر و المقداد، و سألت
عليبنأبيطالب (صلواتاللَّهعليه) عن ذلك، فقال: صدقوا».[3]