كلّ
ما قيل و استدل به، لاثبات كون هذا الكتاب تأليف الامام الرضا عليه السلام، لايثبت
شيئاً صالحاً للاتكال عليه في ذلك، فانّ كل ما ذُكر، من الوجوه، لاثبات ذلك،
مبنىٌّ على المظنونات و الحدسيات، و كلُّها على أساس الرأي و الاستنباط، كما أنّ
الوجوه المستدل بها لنفي كونه تأليف الامام عليه السلام، أكثرها مورد النقاش، و
لكن الاشكال الأساسي الوارد الذي لامناص منه، أنّ الكتاب ليس له سند متصل إلى
الامام الرضا عليه السلام؛ لكي يُنظر في حال رواته، كما سبقت الاشارة إلى هذا
الاشكال من صاحب الوسائل في أمل الامل، بل ثبت بالوجادة. و قد قرَّرنا في محلّه،[2]
أنّه لا اعتبار بها، ما لم يثبت بطريق معتبر (من تواتر أو استفاضة و شهرة أو إخبار
ثقةٍ) كون الكتاب لمن نُسب إليه، و لاسيّما إذا كانت الفاصلة بين الواجد و بين
المنسوب إليه الكتاب مدة مديدة بقرون، هذا مضافاً إلى عدم وجود أثر من هذا الكتاب
في كلمات قدماءِ الأصحاب، و لاسيما أرباب الفهارس منهم.