قد
اتفق الأصحاب على أنّ الكتاب أعمُّ من الأصل. و عليه فكلُّ أصل كتاب، و لا عكس.
هذا
لا إشكال و لا خلاف فيه، إلّا أنّ الكلام في بيان الفرق بين الكتاب و الأصل. و قد
فُرِّق بينهما بأمور:
الأول: ما
حكاه الوحيد البهبهاني عن قائل لم يُسَمِّه، و هو: أنّ الأصل ما كان مجرّد كلام
المعصوم عليه السلام، و الكتاب ما فيه كلام مصنِّفه أيضاً.
و
نوقش فيه: بأنّ كثيراً منالكتب خالية عن كلام مصنّفيها، مثل: كتاب عليّ بن جعفر و
كتاب سُلَيم بن قيس.
الثاني: أنّ
الأصل ماكان له ترتيب خاص، كما يظهر من الشيخ الطوسي؛ إذ قال في ترجمة أحمد بن
محمد بن نوح: له كتب في الفقه على ترتيب الأصول[1]،
و كذا قال في ترجمة بنداربن محمد[2]، و في
ترجمة الحسين بن العلاء، و أحمد بن الحسين بن سعيد.
و
لكنه مجملٌ؛ إذ لم يبيّن مقصوده من ترتيب الأصول.
الثالث: ما
حكاه الوحيد من بعض من أنّ الكتاب ما كان مبوّباً و مفصّلًا، و الأصل ما كان مَجمع
أحاديث و روايات، من غير تبويب و تفصيل.