و أمّا
الاصول الرجالية التي بقيت في زماننا- و لو ناقصةً- و تدور شهادات الأصحاب و
كلماتهم في الجرح و التعديل مدارها و تكون عمدة ما يستند إليه في هذا الفنّ،
فالمعروف منها خمسة أو ستّة.
الأوّل: رجال البرقي
صرّح
النجاشي في رجاله بثبوت كتاب الرجال للبرقي في عداد الكتب التي ذكرها لهو قيل:
إنّ الشيخ الطوسي عبّر عن هذا الكتاب في رجاله بكتاب الطبقات.
و
فيه: أنّ النجاشي صرّح باسم كتاب الطبقات للبرقي قبل ذكر كتابه الرجال. و هذا
قرينة على أنّه كان للبرقي كتابان: أحدهما كتاب الطبقات، و الاخر كتاب الرجال.
فانّه
قدس سره قال: «أحمد بن محّمد بن خالد بن عبدالرحمان بن محمد بن علي البرقي أبو
جعفر و صنّف كتباً، منها: المحاسن- إلى أن قال-: كتاب الطبقات، كتاب أفاضل
الأعمال، كتاب أخصّ الأعمال، كتاب المساجد الأربعة، كتاب الرجال الخ».[1]
فانّ
ظاهر كلامه هذا أنّ كتاب الطبقات غير كتاب الرجال. و كون طبقات الرواة من مسائل
علم الرجال لا يوجب اتحاد الكتابين. بخلاف الشيخ، فانّه لم يذكر في عداد كتب
البرقي كتاب الرجال و إنّما ذكر كتاب الطبقات فقط.
و
على أيّ حال طريق الشيخ و النجاشى إلى رجال البرقي غير مذكور في