تصحيح سند
تلك الرواية الضعيفة بقاعدة تبديل السند على النحو الذي بينّاه.
مورد آخر لمجرى القاعدة
قد
يتفق أنّه يروي شخصان كتاباً من راوٍ واحدٍ، و كان طريق أحدهما إليه صحيحاً و طريق
الاخر ضعيفاً. و كان شيخ الراويين شخصاً واحداً، فيكشف ذلك عن صحة رواية الثاني عن
ذلك الشيخ أيضاً؛ حيث يعلم بذلك أنه كان لذلك الراويالاخر أو لشيخهما إلى ذلك
الكتاب طريقان أحدهما صحيح و الاخر ضعيف؛ و ذلك: إمّا لأنّه لايحتمل عادةً أن يكون
ما أخبر به شخص واحدٌ لأحدهما مغايراً لما أخبر به الاخر، بل قيل: و إلا كان ذلك
خيانة في النقل، أو لصراحة كلام ذلك الراوي في كون طريقيه لنفس الكتاب الذي رواه
الشخص الاخر بطريقٍ ضعيف. و إنّ ذلك من قبيل قاعدة تبديل السند.
و
ذلك: مثل أنّ الشيخ و النجاشي كليهما نقلا كتاب علي بن الحسن عن شيخهما أحمد بن
عبدون. و لكن الشيخ نقل روايةً عن كتاب علي بن حسن بن الفضال و لم يروِها النجاشي،
و إنّما روى أصل الكتاب، و إلا فلو رواها النجاشي لارتفعت المشكلة. و طبع الحال
يقتضي حينئذٍ أن يكون الكتاب الذي نقله أحمد بن عبدون للشيخ، بعينه ما نقله
للنجاشي من غير زيادة و نقيصة. فلا جرم يستلزم ذلك صحة طريق الشيخ أيضاً.
و
لا يخفى أنّ لزوم الخيانة غير معلوم، و لكن ظاهر الحال بطبعه يقتضي اتحاد الكتاب،
و جريان العادة موجب للاطمئنان بذلك، بل كلام النجاشي في المقام يدل على هذا
الاتحاد؛ حيث إنه ذكر أوّلًا: طريقه الصحيح إلى كتاب