إنّ
للوقوف بما يحتوي الاصول و الجوامع الرجالية دوراً كبيراً في معرفة أوصاف الرواة و
خصوصياتهم، على الوجه الصحيح، و في الأمن من الخطأ في جرحهم و تعديلهم. و كذا في
فهم كلمات مشايخ الرجال و اتضاح مقاصد القدماء من الأصحاب في جرح الرواة و
تعديلهم.
حيث
إنّ كل ما قيل في الكتب و الجوامع الرجالية للمتأخّرين و المعاصرين في بيان أوصاف
الرواة و أحوالهم و جرحهم و تعديلهم، يكون في الغالب نقل كلمات قدماء الأصحاب و
شهادات مشايخ الرجال و المحدّثين الكبار. و ما دام لم يحصل للباحث المحقق في هذا
الفنّ معرفة كاملة بمحتوى مصنّفات الأصحاب و اصول المشايخ و فهارسهم، لا يتمكن من
الحكم الصحيح المتقن في قبول شهاداتهم و جرحهم و تعديلهم أو ردّها. بل التتبع و
التحقيق ينافي الاكتفاء بنقل الغير أساساً.
و
الحاصل: أنّ الاصول الرجالية- بعد روايات أهل البيت عليهم السلام- أساس الجرح و
التعديل و منشؤهما؛ فلذا تكون لها أهمّية عظيمة في معرفة أوصاف الرواة و أحوالهم.