أعاظم
المشايخ بجلالة قدره، و أنه ثقة عين، و نقل عن الفضل بن شاذان أنّه كان يقول: ليس
في أقرانه مثله. فمع ذلك استثناه ابن بابويه القمي عن رجال نوادرالحكمة؛ اتكالًا
على ما قيل في حقه: إنّه كان يذهب مذهب الغلاة؛ و لذا ردّه النجاشي بقوله: «رأيت
أصحابنا ينكرون هذا و يقولون: من مثل أبي جعفر؟ و لنعم ما حقّقه الأردبيلي الحائري
في المقام، فراجع.
إلى
غير ذلك، من ثقات الرواة و أجلّاء الأصحاب، الذين لم يسلموا من جرح ابن الغضائري و
غيره، من القميين؛ لتوهم الغلو. و لامناص في أمثال هذه الموارد من حمل الغلو في
كلامهم على المعنى الذي قاله في منتهىالمقال، بل لابد من الالتزام بكون رميهم
بالغلو لأحد الاسباب و الوجوه التي ذكرها و عليه فالظاهر كون ذلك هو السبب في
رميهم بالغلوّ كما قال أبوعلي. و لأجل ذلك لايكون الرّمي بالغلو ظاهراً في المعنى
القادح للعدالة.
القسم الرابع: ما لا يفيد مدحاً و لا ذمّاً
قد
استعمل علماءُ الرجال في بيان أحوال الرواة و توصيفهم ألفاظاً لا يفيد مدحاً و لا
قدحاً، كقولهم: شاعرٌ، كوفي، شيخٌ، محدّث، حافظٌ، غلامٌ، صحابي، مولى، تابعيٌ،
مخضرم، ممليٌ، مستمليٌ، أستاذ، له أصل، له كتاب أو فهرست، و نحو ذلك مما لا ربط له
بالمدح و الذم. و قد ذكرها المحقق المامقاني[1]،
و بَحثَ عنها مفصّلًا، فراجع.