يقع
الكلام في مقامين. أحدهما: ألفاظ المدح، و ثانيهما: أمارات المدح.
و
قبل الورود في البحث ينبغي أن يعلم أوّلًا: أنّ كلَّ مدح لايفيد حسن الحال، بحيث
تعدّ رواية الرجل الممدوح بذلك المدح حسنةً، مثل: سليم الجنبة، حافظ، قارئٌ،
محدّث، عالمٌ، فاضل و خيِّر، و نحوذلك؛ إذ لاملازمة بين مجرّد المدح و بين حسن
الحال الدخيل في اعتبار الخبر. و ثانياً: أنّ بعض هذه الألفاظ ذكرناه في عداد
ألفاظ المدح تبعاً للقوم، و إن كان من ألفاظ التوثيق و التعديل بمقتضى التحقيق
عندنا، مثل ثَبَت (بفتح الباء)، و جليل، و جليل القدر، و كثير المنزلة.
أما ألفاظ المدح
فمنها:
قولهم: «من أصحابنا».
فجعلها
بعضهم من ألفاظ المدح، كما قال المحقق المامقاني قدس سره[1]،
و لكنه غير وجيه؛ لأنّ هذا التعبير لا يفوق في المدلول عن قولهم: فلانٌ من أصحاب
النبي صلى الله عليه و آله، فانّ كون شخصٍ من أصحاب النبي لا يلازم عدالته، فضلًا
عن كونه من أصحابنا الامامية؛ لوضوح عدم ثبوت عدالة كثيرٍ منهم، بل ثبت فسق بعضهم.
منها:
قولهم: «ممدوحٌ» 0
لاريب
في إفادته المدح. فانه يدل على حسن حال من وُصف بذلك