خبر الثقة.
و هذا بخلاف توثيقه لغير معاصريه، ممّن لم يدرك زمانه؛ إذ الظاهر من دعواه إجماع
الأصحاب أنّه سمع أقوالهم و توثيقاتهم بنفسه أو بواسطة العدل أو بطريق معتبر.
فمرجعه بالمآل إلى إخباره الحسّي. كما اتفق ذلك لإبراهيم بن هاشم، فانّه لم يوثّقه
أحدٌ من علماء الرجال و المحدثين بالخصوص صريحاً، إلّا أنّ ابن طاووس قدس سره
ادّعى الاتفاق على وثاقته.
الألفاظ المستعملة في بيان أحوال الرواة
قبل
الورود في البحث ينبغي بيان نكات.
الاولى:
أنّ الألفاظ التي وصف بها الرجاليون أحوال الرواة و أخبروا بها عن أوصافهم و
خصوصياتهم يمكن تقسيمها إلى أربعة أقسام.
و
هي: 1- ألفاظ التعديل و التوثيق، ممّا يدل على عدالة الراوي و وثاقته، مثل قولهم:
«فلان ثقة و عدل»، 2- أالفاظ المدح، و هي: ما يدل على حسن حال الراوي و مدحه و
الثناء عليه، 3- أمارات الضعف و ألفاظ الجرح، و هي: ما يفيد ذمّ الراوي و ضعف
حاله، 4- الألفاظ التي لا تفيد مدحاً و لا ذمّاً.
الثانية:
أنّ من ألفاظ التوثيق ما يدل على وثاقة الراوي أو عدالته بالمطابقة و يدل على حجية
رواياته بالالتزام، كقولهم: فلان ثقة أو عدل، و منها: ما هو بالعكس، بأن يدل على
اعتبار حديثه بالمطابقة و على وثاقته أو عدالته بالالتزام، كقولهم: فلان صحيح
الحديث، أو ممن اجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه، أو على تصديقه، أو أنّه من
مشايخ الاجازة، و نحو