الفقهاء الثقات» في كون هؤلاء المشايخ أصحاب تلك الكتب الأصولية الروائية، مع وضوح عدم كون جميع مشايخه كذلك.

فتحصّل: أنّ المستفاد من كلام الصدوق قدس سره في مقدّمة المقنع، توثيق جميع أرباب الكتب الأصولية، التي نقل عنها روايات كتابه المقنع.

توثيق الطبري قدس سره رجال كتابه «بشارة المصطفى‌»

من التوثيقات العامة، توثيق المحدّث الجليل أبي جعفر محمد بن علي الطبري قدس سره. فانّه قال في مقدمة كتابه «بشارة المصطفى»: «و سمّيتُه بكتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى عليهم السلام. و لا أذكُر فيه إلّا المسند من الأخبار عن المشايخ الكبار و الثقات الأخيار. و ما أبتغي بذلك إلّا رضى اللَّه، و الزلفى و الدعاء من الناظر فيه، و حسن الثناء، و القربى إلى خير الورى من أهل العباء ...».[1] و لا كلام في ثبوت هذا الكتاب من مؤلّفه المزبور. بل ذكر صاحبُ الوسائل له عدّة طرقٍ معتبرة. و أمّا الكلام في دلالة كلام المؤلّف و مفاده، فهو ما سبق آنفاً في بيان مفاد كلام الصدوق بعينه.

إلا أنّه فرقٌ بينهما من جهة أنّ الطبري من المتأخرين، و قد أشرنا سابقاً أنّه لا اعتبار بتوثيق المتأخّرين؛ لبُعدهم عن زمن الأئمة و كثرة الوسائط و فقدان القرائن الموجبة للوثوق بصحة جرحهم و تعديلهم. و قد سبق بيان ذلك مفصّلًا في البحث عن ملاك حجية أقوال الرجاليين.

فتحصّل: أنّه لا اعتبار بتوثيق مثل الطبري من المتأخرين.

[1] -/ بشارة المصطفى: الطبعة الثانية في النجف، ص 1.