و ممّا يؤيد
ذلك ما ذكره الكشي في ترجمة محمد بن سنان. قال بعد ذكر روايات المدح و القدح فيه:
«روى عنه الفضل بن شاذان و أبوه و يونس و محمد بن عيسى العبيدي و محمد بن الحسين
بن أبى الخطاب و الحسن و الحسين ابنا سعيد الأهوازيان و ابنا دندان و أيوب بن نوح،
و غيرهم من العدول و الثقات من أهل العلم ...»[1]
فانّ
فيه إشعاراً بأن رواية هؤلاء الثقات و الأجلّاء قرينة على حسن حال محمد بن سنان،
إلّاأنّ ذلك لا يُعْبأُ به؛ لما ورد في محمد بن سنان من الجرح و القدح عن أكثر
الأصحاب بل جُلّهم.
نعم
إذا كان الشخص صاحب أصل أو كتاب معروف معوّل عليه عند الأصحاب و أكثر الأجلّاء،
يكشف ذلك عن حسن حاله، بل وثاقته، ما لم يرد فيه أيّ جرح من أحدٍ بوجهٍ؛ نظراً إلى
كشف ذلك عن كونه من الرواة المشهورين بالتحديث و التأليف؛ حيث لو كان في مثله قدح
لبان. و هذا بخلاف محمد بن سنان؛ لما ورد فيه من القدح.
منها: كون أكثر رواياته متلقّاةً بالقبول
قد
عَدّ جماعة كون أكثر روايات شخص مقبولةً عند الأصحاب أو سديدة من أمارات حسن حال
ذلك الشخص و مدحه، بل وثاته و عدالته، كما قال المحقق المامقاني قدس سره،[2]
و أبو علي الحائري قدس سره،[3] و الوحيد
البهباني قدس سره،[4] فانّه
صرّح بذلك في تعليقته،[5] و غيرهم
من علماء الدراية و الرجال.