الفرق بين النسيئة والربا

قد عرفت أنّ الربا المعاوضي معاوضة المتجانسين من المكيل والموزون أو من النقدين، مع زيادة أحدهما عيناً أو حكماً.

لا إشكال في الفرق الماهوي بين النسيئة والربا؛ إذ الأوّل البيع المؤجّل ثمنه، والثاني بيع المتجانسين من المكيل والموزون أو من النقدين بزيادة أحدهما على الآخر.

فالفرق الماهوي المفهومي بينهما واضح لمن تأمّل في تعريفهما.

لمقصود هاهنا بيان موارد تلازم النسيئة والربا وعدمه. وبعبارة اخرى: موارد تصادق الربا والنسيئة وعدم انفكاكهما، وموارد انفكاكهما.

مجمل الكلام أنّ النسيئة تلازم الربا ولا تنفكّ عنه في موردين:

أحدهما: بيع المتجانسين المتفاضلين من المكيل والموزون نسيئةً.

ثانيهما: بيع المتجانسين المتساويين من المكيل والموزون نسيئةً.

وإن شئت قلت: بيع المتجانسين من المكيل والموزون نسيئة داخل في الربا مطلقاً، كانا متفاضلين أم متساويين.

بيان ذلك: أ نّه قد اتّضح لك على ضوء ما بيّنّاه أنّ القيود المعتبرة في الربا المعاوضي، إنّما هي:

الف: كون العوضين من جنس واحد، فخرج به كلّ عوضين مختلفين في الجنس.

ب: كونهما من قبيل المكيل والموزون أو من النقدين، فخرج به غير المكيل والموزون وغير النقدين.

ج: زيادة أحدهما على الآخر، وهي إمّا زيادة عينية أو زيادة حكمية. والزيادة العينية معلومة واضحة، وأمّا الزيادة الحكمية فقد مثّل لها السيّد الماتن ببيع منٍّ من‌