هذا، و لا ريب في أنّ العزاء
الحسيني عليه السّلام كان من رموز حياة الإسلام الخالص و إحياء الشعائر الحقّة
الحسينية طيلة تاريخ الشيعة. كما أشار إلى ذلك السيد الإمام الخميني قدّس سرّه.
أهداف النهضة الحسينية
و ذلك أنّ هذا القيام الدامي
في ماهيته الالهية و ذاته القدسي ناطق بحقيقته الخالصة و أهداف العالية، و يصرخ
بلسان حاله و طنينه الملكوتي صراخ الحرية و يصيح صيحة العدالة الالهية. و يدعو كل
انسان حرّ موحّد إلى أعلى درجات القيم الانسانية و أرقى الأهداف الالهية التي هي
منشأ نهضة أبي عبد اللّه الحسين عليه السّلام.
و الأهداف الراقية التي تشكّل
أساس الشعائر الحسينية، هي:
1- عبودية اللّه تعالى و
الاجتناب عن كلّ طاغوت مستكبر. و قد ذكر اللّه تعالى هذا المهم هدفا من بعثة
الأنبياء، بقوله: وَ لَقَدْ بَعَثْنا فِي كُلِّ
أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ[3].
و سيد الشهداء عليه السّلام-
في طليعة سفره إلى كربلاء مخاطبا لمروان في ردّ أخذه البيعة ليزيد (لعنه اللّه)-
قال: «و على الاسلام السّلام؛ إذ قد بليت الامة براع مثل يزيد. و لقد سمعت جدّي
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله