العليم
وقع هذا الاسم وصفاً للَّه (تعالى) في آيات كثيرة لا حاجة إلى ذكرها. و
قد قورن في أكثرها بالحليم و الواسع و السميع و الشاكر و القدير و
العزيز و الخبير و الفتّاح و الخلّاق. و كل واحد من هذه الموارد لا يخلو
اقترانه بهذا الاسم من نكتةٍ ظريفة.
تعريف العلم: و قد عرّف الجمهور العلم بحصول صورة الشىءٍ
الخارجي في الذهن بانعكاسها إلى صفحة الذهن، بأن ينتزعها الذهن
عند إحساس الشيء في الخارج باحدى الحواسّ الخمس من طريق
الأعصاب. ثم يدرك العقل تلك الصورة المنتقلة إلى الذهن بما لها من
الخصوصيات، فيدرك ذلك الشيءَ المحسوس.
و اشكل على هذا التعريف بأنّه لا يشمل العلم الحضوري؛ لأنّ
المعلوم فيه بنفسه و واقعيته الخارجية حاضرٌ لدى العالم، لا بصورته و
مفهومه حتى يتوقف على انتراع صورة الشىء، فلا يحتاج إلى توسّط
انتقال صورة المعلوم إلى الذهن. و هذا بخلاف العلم الحصولي، فان
العلم بالشيء في هذا القسم، لمّا كان باحضار صورته في الذهن لا
بنفسه، فلا مناص في تحققه من توسيط انتراع صورة وجود الشىءِ
الخارجي، و إلّالانقطعت صلة الانسان و ارتباطه بالواقع الخارجي؛
نظراً إلى استحالة انتقال الموجود الخارجي بوجوده الواقعي إلى الذهن،