(صلوات اللَّه عليه) و خطبته، فانها تتضمّن من ذلك ما لا زيادة عليه و لا
غاية وراءَه. و من تأمّلَ المأثور من كلامه عَلِمَ أنّ جميع ما أسهب
المتكلّمون من بعده في تصنيفه و جمعه، إنما هو تفصيل لتلك الجُمل و
شرحٌ لتلك الأصول. و رُوي عن الأئمة من أبنائه عليهم السلام في ذلك ما لا يكاد
يحاط به كثرةً».[1]
و قال ابن أبي الحديد: «إنّ أشرف العلوم هو العلم الالهي؛ لأنّ شرف
العلم بشرف المعلوم و معلومه أشرف الموجودات فكان هو أشرف. و
من كلامه عليه السلام اقتُبس و عنه نُقل و منه ابتُدئَ و إليه ينتهي. فان المعتزلة-
الذين هم أصل التوحيد و العدل و أرباب النظر و منهم تعلّم الناسُ هذا
الفن- تلامذته و أصحابه؛ لأنّ كبيرهم واصل بن عطاء (تلميذ أبي هاشم
عبداللَّه بن محمد بن حنفية) و هاشم تلميذ أبيه و أبوه تلميذه عليه السلام ... و
الأشعرية ينتهون بالأخرة إلى استاذ المعتزلة و معلِّمهم، و هو عليُّ بن
أبيطالب عليه السلام».[2]
[1] -/ غرر الفوائد: للسيد المرتضى، ج 1، ص 148.
[2] -/ شرح نهج البلاغة ابن أبيالحديد: ج 1، ص 17.