الرحيم بالمؤمنين هو ما فَعَله بهم في الدنيا من التوفيق و في الآخرة من
الجَنّة و الاكرام و غُفران الذنوب و الآثام. و إلى هذا المعنى يُؤَوّل ما روي
عن الصادق عليه السلام أنّه قال: الرحمن اسم خاصٌّ بصفة عامة و الرحيم اسمٌ
عامٌ بصفة خاصة».[1]
و قال الفخر الرازي في شرح كلامه عليه السلام: «و قال جعفرٌ الصادق عليه السلام:
اسم الرحمن خاصٌّ بالحق عامٌ في الأثر؛ لأن رحمته تصل إلى البَرّ و
الفاجر. و اسم الرحيم عامٌ في الاسم خاصٌّ في الأثر؛ لأنّ اسم الرحيم قد
يقع على غير اللَّه (تعالى) فهو من هذا الوجه عامٌّ، إلّاأنّه خاصٌّ في الأثر؛ لأنّ
هذه الرحمة مختصّةٌ بالمؤمنين».[2]
و يظهر من بعض الآيات أنّ العرب في العصر الجاهلي ما كانت
تعرف «الرحمن» من أسماء اللَّه. قال الزجاج: «الرحمن اسمٌ من أسماء اللَّه،
مذكور في الكتب الأولى، و لم يكونوا يعرفونه من أسماء اللَّه، فقيل لهم
إنّه من أسماء اللَّه. و معناه عند أهل اللغة ذو الرحمة التي لا غاية بعدها في
الرحمة؛ لأنّ «فَعلان» من أبنية المبالغة، تقول: رجلٌ ريّان و عطشان في
النهاية من الرّيّ و العطش، و فَرْحان و جذلان إذا كان في النهاية من
الفرح و الجذل أيّ الفرح و الطرب. قالسبحانه: «و إذا قيل لهم اسجدوا
للرحمن، قالوا: و ما الرحمن، أنسجد لما تأمرنا؟ و زادهم نفوراً»[3]. و روى
[1] -/ تفسير مجمع البيان: ج 1، ص 21.
[2] -/ لوامع البيّنات: ص 152 و 172.
[3] -/ سورة الفرقان: الآية 60.