لا سبيل للعقل إليها. و هذا المهم قد غفل عنه الفحول الباحثون عن
الاصول الاعتقادية و لم يبحثوا عن العقائد التوقيفية في الكتب
الاعتقادية، إلّاعن قليل منها، مع عدم استقصائهم الفحص عن نصوص
أهل البيت عليهم السلام في هذه المسائل المعدودة أيضاً.
و الحاصل: أنّه لا ريب في ابتناءِ مبانى الاصول الاعتقادية العقلية
على البراهين العقلية، و ابتناء العقائد التوقيفية على نصوص الكتاب و
السنة؛ حيث لا سبيل للعقل إليها. و إن وردت نصوص كثيرة عن أهل
البيت عليهم السلام في العقائد العقلية أيضاً- كما ستعرفها في خلال مباحث هذاالكتاب- و لكنّها كلها إرشاد إلى حكم العقل البديهي.
و من النكات التي لا ينبغي الغفلة عنها في هذا المجال أنّ في اصول
الاعتقادات يبتنى استظهار مداليل النصوص الواردة فيها و استنباط
معانيها المقصودة على القرائن العقلية. و هذا بخلاف النصوص الواردة
في العقائد التوقيفية؛ لعدم سبيل للعقل إليها، بل إنّما يبتني استنباط
معانيها المقصودة على قرائن لغوية وضعية و سياقية كلامية و مقامية
و قرائن خارجية مستفادة من ساير النصوص المشابهة التي يُستشم
منها رائحة مرام الأئمة و يستفاد منها مغزى كلامهم في باب
الاعتقادات.