و باسناده عن أميرالمؤمنين علي عليه السلام قال في خطبة: «الذى ليست في
أوليته نهاية و لا في آخريته حدٌّ و لا غاية، الذي لم يسبقه وقت و لم يتقدّمه
زمان، الأوّلُ قبلَ كلِّ شيٍ، و الآخرُ بعد كلّ شيٍ، الظاهر على كلّ شيٍ بالقهر
له».[1]
و لا يخفى أنّ الظهور في كلامه هذا بمعنى القهر و الغلبة، كما أشار
إليه في ذيل.
و باسناده عنه في خطبة أخرى قال: «إن قيل كان، فعلى تأويل أزلية
الوجود. و إن قيل لم يزل، فعلى تأويل نفي العدم».[2] أي لا بمعنى قبليته
زماناً و وجوده في الأزمنة السابقة، بحيث يكون الزمان ظرفاً لوجوده.
و روى فيه باسناده خطبة لرسول اللَّه صلى الله عليه و آله، و فيها: «الحمدللَّه الذي كان في
أوليته وحدانياً و في أزليته متعظّماً بالالهية و هو الكينونة أولًا و الديمومة
أبداً».[3]
و روى فيه خطبة للحسن بن على عليه السلام قال: «الحمدللَّه الذي لم يكن فيه أوّل
معلومٌ و لا آخر متناهٍ و لا قبلُ مُدرَكٌ و لا بعد محدودٌ، فلا تدرك العقول و
أوهامُها. و لا الفكر و خطراتها و لا الألباب و أذهانها صفته فتقول: متى، و لا بُدئَ
ممّا و لا ظاهر على ما و لا باطن فيما».[4]
[1] -/ المصدر: ص 236، ح 27.
[2] -/ المصدر: ص 236، ح 31.
[3] -/ المصدر: ص 237، ح 33.
[4] -/ المصدر: ص 236، ح 24.