و الوجه فيه واضحٌ؛ لأنّ التوقيفيات لا سبيل للعقل إليها- كالاعتقاد
بوجود الجن و الملك و كيفية وجودهما، و اللوح، و الكرسي، و العرش،
و القلم، و البرزخ، و سؤال القبر، و ظغطته، و كيفية انقراض العالم، و
أشراط الساعة، و تطائر الكتب، و الصراط، و الميزان، و تفاصيل الجنة و
النار، و غير ذلك من العقائد التي يجب الاعتقاد بكثير منها- و ينحصر
الدليل في كثير منها في الأخبار المستفيضة.
نعم لا يجب تحصيل الاعتقاد بهذه التفاصيل، و أما اعتبار الأخبار
الآحاد بمعنى وجوب التدين و الالتزام القلبي بمفادها في العقائد
التوقيفية مما لا إشكال فيه. ولكن عدم وجوب تحصيل العلم في تفاصيل
العقائد التوقيفية لا ينافي حجية الخبر الواحد فيها. كما سيأتى توضيح
ذلك.
عدم وجوب تحصيل العلملا ينافي حجية الخبر الواحد
إنّ ما سبق آنفاً من عدم المنافاة بين عدم
وجوب تحصيل العلم و المعرفة بتفاصيل
العقائد و بين حجية الأخبار الآحاد؛ فانّ معناه و السرّ فيه: أنّ وجوب