بالنوع الأوّل من الاتصال، و هو الانسجام و الانتظام بين جميع
الموجودات و ما بينها من التأثير المتقابل، لا النظم و الارتباط الموجود
بين أجزاء كل واحد من الموجودات بحياله وحده.
و عليه فاتصال نظام حلقات الوجود في مختلف الموجودات
بأجناسها و أنواعها و أصنافها الكثيرة الخارجة عن حدّ الاحصاء و
ارتباطها الوثيق و إناطة بعضها بالبعض الآخر-؛ بحيث يختل نظام
وجودها من أساسها بالاختلال في حلقة من هذه الحلقات الوجودية-
يكشف إنّاً عن وجود مدبّر واحد لهذا النظام المرتبط المتحد. و تمامية
هذا النظام الوجودي المنسجم في جميع حلقاتها الوجودية- بما لها من
بدايع الصُنع و عجايب المخلوقات في كل خلقة؛ بحيث لايُرى في كل
حلقة بل في كل موجود شيٌ من النقضان و الانقطاع و الخلل- تكشف
عن وجود مدبر حكيم واحد لا تضادّ و لا شقاق و لا اختلال في ارادته و
تدبيره. و يدل على عدم شريك كه في الخلقة و التدبير، و إلّالأوجب
الشقاق و الاختلال في تدبير نظام العالم، كما أشار إليه قوله تعالى:
«لفسدتا»[1] و قوله: «اذاً لذهب كل إله بما خلق و لعَلا بعضهم على بعض»[2].
منها: قول أميرالمؤمنين عليه السلام في وصاياه لابنه الحسن عليه السلام: «و اعلم يا
بُنيّ أنّه لو كان لربّك شريكٌ لأتتك رسله و لرأيت آثار مُلكه و سلطانه و لعرفت
[1] -/ الأنبياء: 22.
[2] -/ المؤمنون: 91