الوجود بالذات- من مصاديق كثيرة متباينة بما هي كثيرة متباينة، و هو
محال».[1] قوله: «و لا ذات قبل التميُّز و هو محال»، فالوجه فيه أنّ ذاتيةُ
كل ذات بتميّزها؛ لأنّ الذوات في الحقيقة منتزعات مما به امتياز
الموجودات.
و يمكن تقريب هذا الجواب بوجه آخر. و هو أنّه مع فرض اشتراكهما
في وجوب الوجود لا يتصوّر تباينهما بتمام الذات، بل لهما جهة اشتراك
و هي وجوب الوجود و جهة امتياز و هي المحقِّقة للاثنينية. فيأتى حينئذٍ
برهان الشيخ الرئيس و يُنفى بها أصل التعدد و الاثنينية في ذات
الواجب.
تقرير ثالث لبرهان التركّب
منها: ما استدل به ذلكالبعض[2] بأنّه لو تعدّد
الواجب بالذات لزم كون كلّ واحدٍ منهما مركّباً
من الوجوب- و هما مشتركان فيه- و من المايز. و كل مركّب محتاج إلى
[1] -/ نهاية الحكمة: ص 245.
[2] -/ راجع المصدر السابق.