إطلاق لفظ العبادة، كما لا يصح سلب عنوان العبادة عن مصاديقها
العارية عن هذا القيد.
و أما الدُّعاء فأصلها من الدعوة و معناها الطلب من غير استعلاءِ. و
ما ورد من أنّ الدعاء عبادة[1] ليس المقصود معناها الحقيقي الوضعي،
بل المراد أنّها في حكم العبادة و بمنزلتها من حيث ما فيه من حالة
التضرّع و التذلُّل و في ثبوت الأجر و الثواب، لا بمعنى أخذ التضرّع و
التذلُّل في مفهوم الدعاء بحيث يصح سلب الدعاءِ عن الفاقد لهذه
الخصوصية.
فتحصّل: أنّ التوحيد في العبادة معناه نفي عبادة غير اللَّه، و العبادة
لغير اللَّه؛ إمّا على وجه الرياءِ و السمعة و هو الشرك الخفي، أو عن اعتقاد
بتعدد الآلهة و هو الشرك الجلي.
المشركون في العبادة
و يقابل التوحيد في العبادة الشرك في العبادة. و
المشركون في العبادة على أقسام منهم عبدةُ
[1]-/ مجمع البحرين: ج 1، ص 141 في مادّة« دعا»؛ نقلًا عن عدّة الداعي: ص 24.