إلى برهان الغنى و الفقر
و منها: ما يشير إلى برهان الغنى و الفقر.
مثل قول الامام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة:
«كيف يُستَدلّ عليك بما هو في وجوده مفتقر إليك. أيكون لغيرك من الظهور ما
ليس لك حتى يكون هو المظهر لك؟» و سيأتي ذكر تمام هذه الفقرة من
الدعاء.
و قوله عليه السلام أيضاً في دعاء عرفة: «إلهى أنا الفقير في غنائي، فكيف لا أكون
فقيراً في فقري». و المقصود من الفقر حال الغناء، هو الفقر الذاتي في
الوجود. و إن يمكن كون المقصود الاحتياج إلى اللَّه تعالى في الرزق و
المال؛ لأنّه الخالق و الرزق و بيده زوال النعمة و الثروة و حفظهما، لابيد
العبد. و عليه فالعبد حالكونه متنعّماً محتاج فكيف بما لو كان محروماً
من النعم.
و قول عليبن الحسين عليه السلام: «تمحّدْتَ بالغنى عن خلقك، و أنت أهل الغنى
عنهم. و نَسَبْتَهُمْ إلى الفقر، و هم أهل الفقر إليك».[1]
ظاهر قوله عليه السلام: أهل الغنى و أهل الفقر، الغنى و الفقر الذاتيان؛ لأنّ
القوّة و القابلية و الأهلية من مقتضيات الذات.
[1] -/ الدعاء 13: الفقرة 11 و 12.