نسائه (صلّى
اللَّه عليه و آله و سلّم). و أن لا يمكثوا فيها بعد الدخول و تناول الطعام حتى لا
يستعدّ مجالٌ لاختلاطهم و مجالستهم مع نساء النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم)
و أن يكون سؤالهم إيّاهنّ من وراء الحجاب من جدار أو باب أو ستار و إن الأحكام
المذكورة في هذه الآية تختصّ بنساء النبي (صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم) و لكن
في الآية الثانية عُمّم وجوب الحجاب من نساء النبي و بناته إلى نساء المؤمنين. و
في كثير من الآيات القرآنية و النصوص المعتبرة قد بُيِّنت كيفية حجاب النساء و
شرائطه و حدوده و مستثنياته. و نبحث عن كل ذلك في خلال المباحث الآتية في هذا
الكتاب إن شاء اللَّه.
فلسفة
الحجاب
إنّ
ما ينبغي التنبيه عليه قبل الورود في مباحث الكتاب هو فلسفة الحجاب.
و
من النكات التي لا ينبغي الغفلة عنه في هذا المجال أنّ وظيفة الحجاب ليست ناشئة من
عدم الاعتناء بالنساء بل المقتضي لذلك هو اختلاف الرجال و النساء في كيفية الخلقة
و تنوع الغرائز و تفاوت العواطف و اختلاف العقول. كما نشاهد في الآيات المبيّنة
لتقدير خلقة الموجودات في قوله تعالى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَ
الَّذِي قَدَّرَ فَهَدى[1]. و
قوله تعالى إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ[2]. و
قوله تعالى وَ خَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً[3].
و
عليه فالاختلاف و تنوُّع الوظيفة لا يكون دليلًا على تفضيل الرجال على النساء من
جانب الشارع. بل اللَّه تعالى اصطفى بعض النساء أُسوة في الفضيلة و مثلًا في