«الخامس:
لا ريب في كون الألفاظ ...، إلى قوله: و أما ما حكي عن العلمين ...».
وضع
الألفاظ لذوات المعاني:
هذا
الأمر الخامس يتكفل البحث عن الألفاظ و أنها هل هي موضوعة لذوات معانيها أو هي
موضوعة لها بقيد أن تكون مرادة للمتكلم و مقصودة له؟
و
على سبيل المثال: إذا رزق شخص ولدا و سمّاه عليّا فهل يضع الاسم المذكور لذات ولده
أو بشرط أن يكون المتكلم قاصدا لذات الولد المذكور؟
و
الصحيح أنها موضوعة لذوات المعاني بلا قيد الإرادة. و يمكن الاستدلال لذلك بالوجوه
الثلاثة التالية، و هي:
1-
إنه قد تقدّم عند البحث عن معاني الحروف أن قصد المعنى بشتى أشكاله هو من شئون
الاستعمال و حالاته، فعند استعمال الشخص اللفظ في معنى معيّن يلزم أن يكون قاصدا
لمعناه و إلّا فلا يمكن الاستعمال، فالقصد المذكور يرتبط بالاستعمال و ليس مأخوذا
في المعنى المستعمل فيه و إلّا يلزم ما تقدّم من لحاظ المعنى و قصده مرتين: مرة
باعتبار كونه جزء المعنى المستعمل فيه، و أخرى باعتبار توقّف الاستعمال على قصد
المعنى و ملاحظته، و قد تقدّم أن اجتماع القصدين