«الثالث:
صحة استعمال اللفظ فيما يناسب ...، إلى قوله: الرابع ...».[1]
ما
ذا يلزم لصحة الاستعمال المجازي؟
هذا
الأمر يتكفل البحث عن شرط صحة الاستعمال المجازي، و حاصله: أنه لا إشكال في أن
اللفظ لا يصح استعماله في المعنى المجازي إلّا مع فرض وجود علاقة خاصة بينه و بين
معناه الحقيقي، و أما مع عدم وجود تلك العلاقة فلا يصح استعماله فيه، و لذا ترى
عدم صحة استعمال لفظ الأسد مثلا في الجدار بينما يصح في الرجل الشجاع، و ما ذاك
إلّا لعدم وجود العلاقة و المشابهة في الأوّل و وجودها في الثاني.
و
هذا مطلب واضح، و لا إشكال فيه، و إنما الإشكال وقع في أنه إضافة إلى ذلك هل تلزم
إجازة الواضع أو يكفي استحسان الطبع و إن لم يجز الواضع؟ في ذلك قولان، و الصحيح
كفاية استحسان الطبع، فإن الوجدان قاض بأن استعمال مثل لفظ الأسد في الرجل الشجاع
مقبول و مستحسن حتّى لو لم يجز الواضع و يقل: إني أجزت استعمال لفظ الأسد في غير
معناه الحقيقي فيما إذا كانت هناك علاقة المشابهة، و هو قاض أيضا بأن استعمال لفظ
الأسد في الجدار مرفوض حتّى لو أجاز